أعلن البنك المركزي الأوروبي (ECB) أن الذهب، الذي يُعد من أبرز “الملاذات الآمنة”، تجاوز اليورو ليشكّل 20% من الاحتياطيات الرسمية العالمية في عام 2023، مقابل 16% فقط لليورو، مستفيدًا من ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية.وأوضح البنك في تقريره السنوي حول دور اليورو في النظام المالي العالمي أن البنوك المركزية حول العالم تمتلك حاليًا نحو 36 ألف طن من الذهب، ما يقترب من أعلى مستوى تاريخي سُجّل عام 1965 خلال فترة اتفاقية بريتون وودز، عندما بلغت الاحتياطيات الذهبية 38 ألف طن.الدولار ما زال في الصدارة رغم التراجعوبحسب التقرير، حافظ الدولار الأمريكي على موقعه كأكثر العملات استخدامًا في الاحتياطيات الرسمية العالمية بنسبة بلغت 57.8%، رغم تراجعه بنقطتين مئويتين عن العام السابق. في المقابل، استقرت حصة اليورو عند 20% بعد تعديلها وفق تغيّرات أسعار الصرف، بينما تراجع اليوان الصيني إلى 2.2%، وهو أدنى من أعلى مستوى له عام 2022 بنسبة 0.4 نقطة مئوية.الطلب على الذهب تضاعف بعد الحرب الروسية الأوكرانيةوأشار البنك إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب — بنسبة قاربت 30% العام الماضي — كان من أبرز العوامل التي عززت مكانته ضمن الاحتياطيات العالمية. كما ازداد الإقبال عليه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث اعتُبر الذهب أداة فعالة للتحوّط ضد العقوبات وتجميد الأصول المالية.وذكر التقرير أن البنوك المركزية اشترت في عام 2024 أكثر من 1000 طن من الذهب، وهو ما يعادل ضعف المعدل السنوي خلال العقد الماضي. وقد تصدّرت كل من الصين وروسيا قائمة الدول الأكثر شراءً للذهب خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تليها تركيا، الهند، وبولندا، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.لاغارد: تغيّرات جيوسياسية تدفع لتبدلات نقدية عالميةرئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، علّقت على هذه التحولات قائلة: “تشهد الأسواق المالية الدولية تحوّلات متسارعة، حيث تبحث بعض الدول عن بدائل للأنظمة التقليدية للتحويلات المالية عبر الحدود، لا سيما بعد غزو أوكرانيا. وهناك دلائل على ارتباط بين التغيرات في العملات المستخدمة في التجارة العالمية والاصطفافات الجيوسياسية”.وأضافت لاغارد أن التحديات الجديدة، مثل التوسع في استخدام العملات المشفّرة والعقوبات التجارية الأمريكية، قد تدفع إلى مزيد من التغييرات في موازين العملات العالمية، داعيةً إلى تسريع خطوات التكامل المالي وسوق رأس المال داخل أوروبا.ترجمة وتحرير: تركيا الان