لماذا علينا اختيار المنتجات المحلية والموسمية في غذائنا؟

Wait 5 sec.

لقد بدأت الأنظمة الزراعية والغذائية العالمية في السنوات الأخيرة لا تعيد فقط تشكيل التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، بل تؤثر كذلك على التوازنات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق، لم يعد “الإنتاج الموسمي والمحلي” مجرد خيار بل أصبح أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، والتغذية الصحية، والبحث عن التوازن الاقتصادي.غني بالقيمة الغذائيةتناول الفواكه والخضروات عندما تنضج في مواسمها الطبيعية يضمن احتواءها على أعلى مستويات الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. فعلى سبيل المثال، الطماطم الصيفية غنية بمادة الليكوبين، بينما الطماطم المزروعة في البيوت البلاستيكية شتاءً قد تحافظ فقط على شكلها لكنها تفتقر إلى نفس القيمة الغذائية.تُستخدم في المنتجات غير الموسمية مواد كيميائية لتسريع أو إبطاء النمو، ما يقلل من فوائدها الصحية وطبيعتها. كما أن المعالجات التي تطيل عمرها الافتراضي تقلل من قيمتها الغذائية.والأهم أن المنتجات الموسمية ألذ بمراحل. هل سبق لك أن زرعت طماطم في حديقة منزلك؟ هل شممت رائحتها؟ تذوقت نكهتها؟ قارنها بطماطم السوق الشتوية لتكتشف الفرق بنفسك.ابدأ اليوم بزيارة أسواق القرى أو الأسواق المحلية واشترِ ما يتوفر من منتجات الموسم، وستُسعد بذلك ذوقك ومعدتك ومحفظتك وكذلك المزارعين.أرخص وأكثر اقتصاديةنظرًا لتوفر المنتجات الموسمية بكثرة في السوق، فهي بطبيعتها أكثر اقتصادية. فعلى سبيل المثال، من يرغب بتناول الفاصولياء الخضراء شتاءً، قد يدفع 280 ليرة للكيلو مقارنة بـ80 ليرة في الصيف بسبب تكاليف البيوت البلاستيكية والطاقة والنقل وسلاسل التوريد الطويلة. بينما المنتجات الموسمية تصل من المزارع إلى المستهلك مباشرة، مما يقلل من التكلفة.كما أن دعم الأسواق المحلية والتعاونيات يساهم في تحقيق عدالة توزيع الدخل الزراعي. فيربح كل من المستهلك والمنتج.تقليل البصمة الكربونيةاختيار المنتجات المحلية والموسمية يقلل من انبعاثات الكربون الناتجة عن نقل الغذاء. على سبيل المثال، تفضيل العنب من مانيسا بدلاً من المستورد من تشيلي يساهم في تقليل استهلاك الوقود وتكاليف النقل والتخزين.كما أن الزراعة وفق الظروف الطبيعية الموسمية تحتاج لطاقة أقل من الزراعة في البيوت البلاستيكية، ما يعني استدامة أكبر. فزراعة الطماطم صيفًا لا تتطلب سوى ضوء الشمس والحرارة، بينما شتاءً تحتاج إلى تدفئة وإنارة وماء وفير، مما يمثل خسارة بيئية كبيرة.تقليل العبء البيئي للزراعةالإنتاج وفق الدورة الطبيعية للمواسم يضمن راحة للتربة، واستخدامًا متوازنًا للمياه، وتقليلًا لاستخدام المبيدات والأسمدة. والاستخدام المفرط للمبيدات لا يهدد صحة الإنسان فقط، بل يؤثر سلبًا على التربة والمياه الجوفية.الإنتاج الموسمي يقلل هذه التدخلات الكيميائية، ما يؤدي إلى تربة أكثر صحة ومنتجات أنظف وبيئة أنقى.ويمكن حفظ المنتجات الموسمية لفترات أطول من خلال التجفيف أو التخليل أو الحفظ، مما يقلل من الهدر الغذائي والاعتماد على الطاقة. وتُعد مثل هذه الطرق جزءًا من تراثنا الثقافي وتُسهم في استدامة تخطيط الغذاء.أظهرت الدراسات في الخارج أن المنتجات الموسمية تقلل من نسبة الهدر الغذائي في المنازل بنسبة تصل إلى 30%.دعم الاقتصاد المحلي والسيادة الغذائيةالشراء من المنتج المحلي أو من السوق أو التعاونيات لا يُعد مجرد شراء طعام، بل هو مساهمة في تنمية الريف. هذا النموذج يساعد المنتجين الصغار على البقاء، ويقلل من سلاسل التوريد، ويُنشئ علاقة مباشرة بين المستهلك والمنتج.وتعني السيادة الغذائية أن يتمكن المجتمع من إنتاج غذائه بنفسه على أرضه وبأساليبه الخاصة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال سياسات تدعم الإنتاج الموسمي والمحلي.يجب أن نجعل من التغذية الموسمية فلسفة حياتيةاختيار المنتجات الموسمية والمحلية هو أحد أقوى الخطوات التي يمكننا اتخاذها اليوم نحو مستقبل صحي. هذا الخيار لا يؤثر فقط على صحتنا الفردية، بل يشمل أيضًا الاستدامة البيئية، والتوازنات الاقتصادية، والرفاه المجتمعي.معرفة قصة المنتج الذي يصل إلى طبقنا واتخاذ قرارنا بناءً على ذلك ليس مجرد تسوق، بل مسؤولية مواطن واعٍ.ما هي المنتجات التي يمكن استهلاكها في فصل الصيف؟(يونيو، يوليو، أغسطس – التوصيات تشمل عموم تركيا، خاصة منطقة إيجة)الخضروات:طماطم: في أوج نضجها ورائحتها الطبيعية.خيار: منعش وطازج جدًا.فلفل (شارليستون، حار، كابيا): مثالي للحشو أو الشوي.فاصولياء خضراء: أرخص وأكثر وفرة الآن.كوسا: مقلي، حساء، أو كفتة نباتية.باذنجان: شوي، قلي، بزيت الزيتون.ذرة: للسلق أو الشوي.بصل وثوم أخضر: الآن موسم النكهة القوية.الفواكه:بطيخ: رمز الصيف.شمام: حلو جدًا، مصدر طبيعي للسكر.مشمش: للتناول الطازج أو للمربى.خوخ: كثير العصارة وعطر فواح.برقوق (أخضر وحامض): المذاق الحامض الموسمي.كرز وحامض الكرز: للحفظ أو المربى.عنب (نهاية يوليو): يمكن تجفيفه أو عصره أو تناوله طازجًا.تين (نهاية أغسطس): معجزة طازجة أو مجففة.نصائح إضافية لهذا الموسم:مراقبة أزهار الزيتون للتحضير لموسم الزيت.تنظيم العناقيد في مزارع العنب.موسم حصاد الأعشاب العطرية مثل الزعتر والمريمية وإكليل الجبل.أفضل وقت لشراء الطماطم والفلفل الخاصة بالصلصة المنزلية.