سلوك غير لائق في قنصلية المغرب ببروكسل من طرف العون المكلف بالاستقبال

Wait 5 sec.

محمد الشرادي -بروكسل- في الوقت الذي تراهن فيه المملكة المغربية على تعزيز علاقتها بجاليتها في الخارج، وتمتين جسور الثقة والانتماء، يصطدم عدد من المواطنين المغاربة المقيمين في بلجيكا بواقع مغاير داخل القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة بروكسل. شكاوى متكررة وأصوات تتعالى بين الفينة والأخرى، كلها تندد بما تصفه بـ”المعاملة غير اللائقة” من طرف العون المحلي المكلف بالاستقبال"طارزان"، الذي يتعامل مع المرتفقين بعصبية زائدة، نبرة متوترة، وأحيانا بكلمات مهينة أو جارحة، في مواقف لا تستدعي سوى الهدوء واللباقة وحسن التواصل. "لم أطلب شيئا خارج القانون”، تقول مواطنة مغربية في حديثها، "طلبت فقط توضيحا حول وثيقة، فقاطعني الموظف بعنف لفظي، وكأنه يستقبل أعداء وليس مواطنين مغاربة. تصرفات هذا الشخص لا تعكس القيم التي نعرفها عن مؤسسات بلدنا، ولا تليق بسمعة الإدارة المغربية في الخارج.” في شهادة أخرى، قال أحد المواطنين: "توجهت إلى القنصلية من أجل استخراج وثيقة بسيطة، لكني قوبلت بجفاء وتجاهل، وكأنني أطلب معروفا شخصيا. الموظف لم يكلف نفسه حتى شرح الخطوات، وكان أسلوبه بعيدا كل البعد عن الاحترام.” وفي شهادة ثالثة أدلى بها إمام مسجد بالعاصمة بروكسل، قال: "كنت برفقة زوجتي وبصدد إخراج الهاتف من جيبي لأعطيه موعد الحجز، فإذا به يصرخ بطريقة غير مفهومة قائلا: ‘واش غادي نباتو هنا؟’. فاستغربت من ردة فعله، وسألته بأدب: ‘لماذا تصرخ؟’. لكن المؤسف أنه فقد أعصابه تماما أمام الجميع، دون أي مبرر.” مسؤولية مضاعفة… وصورة دولة على المحك: ما يجب أن يعلمه جيدا “طارزان” ومن هم على شاكلته، هو أن العامل في السياق القنصلي لا يمثل نفسه فحسب، بل يعكس صورة الدولة المغربية أمام مواطنيها المقيمين بالخارج. ومن هنا، فإن الاستمرار في غض الطرف عن مثل هذه السلوكيات يعد تطبيعا خطيرا مع إساءة استخدام السلطة الإدارية. ليس من المقبول أن تتحول القنصلية، التي يفترض أن تكون حضنا دافئا للمغاربة في الغربة، إلى فضاء يملأه التوتر والانفعال، حيث يهان المواطن بدل أن يستقبل بكرامة. نداء للمسؤولين: نأمل أن يتم فتح تحقيق جاد في هذه السلوكيات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تأديبية في حق كل من يسيء إلى الإدارة المغربية وإلى صورة المملكة في الخارج. فكرامة المواطن لا يجب أن تكون موضوع مزاج، بل حق مصون تكفله الأخلاق، القوانين، والدستور.