"ألو !.. الموساد معك على الخط.. نحن أقرب إليك من حبل الوريد!"

Wait 5 sec.

على الرغم من أن غبار حرب 12 يوما الإسرائيلية الاستباقية على إيران لا يزال عالقا ولا تزال النتائج غامضة، لكن اختراق الموساد الكبير للداخل الإيراني كان ثغرة مهلكة مؤكدة . أحد الخبراء وصف إيران على خلفية الاختراقات الاستخباراتية المتتالية الخطيرة والواسعة داخله بأنها كانت "ملعبا" للموساد مع "إفلات واضح من العقاب"، وأن ذلك كان "سبب جرأتها".عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية شملت في شقها التجسسي، التخريب المادي والاختراق الرقمي والحرب النفسية التي استهدفت بشكل مباشر دائرة هامة من القيادة العسكرية الإيرانية.  كان الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي واسعا إلى درجة أن الموساد بمساعدة "خلايا نائمة" قامت بتهريب أسلحة بما في ذلك آلاف الطائرات المسيرة الصغيرة والمتفجرات وأقامت مخابئ لها وكانت بعيدة عن الرصد إلى أن تم تفعيلها وتحريكها بسهولة في هجوم يوم الجمعة 13 يونيو.اللافت أن الأسلحة المهربة شملت أسلحة دقيقة استخدمت في ضرب أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، ما سمح للإسرائيليين بتنفيذ أكثر من 100 غارة جوية بأكثر من 200 طائرة قاذفة في الساعات الأولى من الهجوم. على مدى سنوات قام الموساد بتجنيد عملاء وتمكن من إدخال مجموعات خاصة تحركت في طهران ومدن أخرى. تم جمع المعلومات الاستخباراتية عن القواعد العسكرية والمنشآت النووية ومقرات سكن المسؤولين وأرقام هواتفهم وإجراءات أمنهم.بواسطة العملاء وفرق التنفيذ جرى إخفاء الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة الهجومية داخل عربات شحن وبين الصخور والمباني المدنية، ووضعت على سبيل المثال، طائرات مسيرة مسبقا بالقرب من قاعدة صواريخ الدفاع الجوي "إسفاجاباد" في طهران وجرى فيما بعد تفعيلها عن بعد من دون عوائق أثناء الهجوم.  بتخطيط محكم وترتيبات دقيقة نجح الموساد في استدراج كبار القادة العسكريين الإيرانيين إلى اجتماع من خلال التلاعب بقنوات الاتصال، وتم استهدافهم في وقت واحد. قتل قادة كبار من بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي وآخرون إضافة إلى العالم النووي فريدون عباسي. علماء نوويون آخرون قتلوا بهجمات بطائرات مسيرة أو بزرع متفجرات بمنازلهم. الحدث الأبرز تمثل في حملة الإرهاب النفسي التي تركزت على القادة العسكريين من الصف الثاني، وكان الهدف منها محاولة إعاقة عملية استبدال كبار القادة العسكريين الذين تم اغتيالهم.بعد عمليات اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وصلت إلى مسامع أكثر من 20 جنرالا إيرانيا عبر مكالمات هاتفية باللغة الفارسية في ذلك الوقت العصيب حملت عبارات مثل: "أنصحكم، أمامكم 12 ساعة للهروب مع زوجتك وأطفالك. وإلا فأنتم على قائمتنا بالفعل.. نحن أقرب إليكم من حبل الوريد.. سنغطيكم وعائلاتكم وأطفالكم بالطين.. كما قلت، لديكم 12 ساعة من لحظة حديثي معكم، لديكم وقت للهرب.. سنرسلكم الواحد تلو الآخر إلى الجحيم.. هل تريدون أن تكونوا واحدا منهم؟ هل تريدون أن تكونوا التاليين في القائمة؟ هل تريد قتل زوجتك وأطفالك أيضا؟". عملية الترهيب استخدم فيها علاوة على مكالمات هاتفية متكررة، قصاصات دست تحت الأبواب، ورسائل بعثت للزوجات، ضمت حتى الموقف الذي يُطلب منهم والمتمثل في إعلانهم "لقد انسحبنا من هذه الحكومة... نحن غير مستعدين للتضحية بأرواحنا من أجل أناس دمروا بلدنا لمدة 46 عاما".على الرغم من ضخامة الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي للداخل الإيراني وأثره المدمر في هذه الحرب، إلا أن الهدف الرئيس منه وهو إسقاط النظام أو زعزعته لم يتحقق.بالتدريج، استردت أجهزة الأمن الإيرانية أنفاسها وتمكنت من اعتقال عدد كبير من العملاء ومصادرة كميات ضخمة من الطائرات المسيرة الصغيرة والمتفجرات وأجهزة الاتصالات والمعدات الحساسة، وربما يمنح انكشاف نشاطات الموساد في هذا الهجوم، فرصة ثمينة للإيرانيين لتتبع مصادر هذا الخطر وجذوره ومحاولة تحييده.المصدر: RT