في منطقة “نيلوفر” التابعة لولاية بورصة، نجح أربعة شركاء يعملون في مجال تربية النحل، بدعم من زوجاتهم، في توسيع نشاطهم بشكل كبير. فبعد أن بدأوا بإنتاج العسل، اتجهوا لاحقًا نحو إنتاج غذاء ملكات النحل. ويواصل الأصدقاء الأربعة عملية جمع هذا المنتج حتى نهاية شهر أغسطس، حيث يخططون لإنتاج 50 كيلوغرامًا من غذاء ملكات النحل. ويقومون ببيع هذا المنتج، الذي يصل سعر الكيلوغرام منه إلى 45 ألف ليرة تركية، إلى جميع أنحاء تركيا.وكان كل من “محمد دورغوت” و”متين كايا” قد بدآ مشوارهما في هذا المجال عام 2014 بـ15 خلية نحل، بعد أن تلقّيا تدريبًا في تربية النحل عام 2013 أثناء عملهما في مصنع للسيارات. .وفي البداية كانا يركزان على إنتاج العسل، إلا أنهما قررا لاحقًا إنتاج غذاء ملكات النحل الذي يُعد من المكملات الغذائية المفيدة، ويتم إفرازه من قِبل شغالات النحل لتغذية اليرقات وملكة النحل.وبعد أن واصلا عملهما في المصنع لفترة من الزمن إلى جانب تربية النحل، قررا عام 2020 الاستقالة من المصنع والتفرغ تمامًا للعمل في هذا المجال. وانضم إليهما لاحقًا كل من “فاروق أيدين” و”إدريس أقبولوت” لتوسيع إنتاج غذاء ملكات النحل.ويعمل الشركاء الأربعة حاليًا في نيلوفر بـ250 خلية نحل، وتقوم زوجاتهم “فاطمة دورغوت”، و”سيربيل كايا”، و”سلمى أيدين”، و”سيلفر أقبولوت” بالمساعدة في مهام مثل جمع غذاء ملكات النحل وتنظيف اليرقات. ويتوقع الشركاء إنتاج نحو 50 كيلوغرامًا من غذاء ملكات النحل بحلول نهاية أغسطس، ويقومون ببيعه في عبوات صغيرة إلى مختلف أنحاء تركيا بسعر يصل إلى 45 ألف ليرة للكيلوغرام.“العمل في العسل أفضل من المصنع”وقال محمد دورغوت، أحد الشركاء، إنه لم يتمكن من التوفيق بين عمله في مصنع السيارات وتربية النحل، فاختار التفرغ للعمل مع النحل.وأضاف: “لدينا 250 خلية نحل، لكننا لا نحصل على غذاء ملكات النحل من جميعها. في السنة الأولى٬ حصلنا على 80 كيلوغرامًا. وفي السنوات التالية استقر الإنتاج بين 40 و50 كيلوغرامًا. هذا العام نتوقع إنتاج نحو 50 كيلوغرامًا. نحن نرسل غذاء ملكات النحل إلى إسطنبول، أنقرة، إزمير، غازي عنتاب، أرضروم، بيتليس، بينغول وجميع أنحاء تركيا”.وأشار إلى أنه وجد في تربية النحل متعة خاصة، وقال: “بعد 20 عامًا في بيئة المصانع، شعرنا بالاختناق. أما الآن فنحن في الطبيعة يوميًا وهذا يمنحنا راحة نفسية كبيرة”.“حين دخلت النساء في العمل أصبح أكثر احترافية”أما متين كايا، فأشار إلى صعوبة إنتاج غذاء ملكات النحل، وأكد أنه عمل جماعي يتطلب التنسيق.وقال: “عندما بدأنا كنا ننتج العسل فقط، ثم جربنا إنتاج غذاء ملكات النحل ونجحنا، فقمنا بإشراك زوجاتنا. نحن ندير خلايا النحل في الخارج، وزوجاتنا يقمن بالمهام داخل الخلية، مثل التنظيف والجمع، وهذا جعل العمل أكثر كفاءة. منذ البداية كنا نخطط لإشراكهن، لكن في البداية لم يكن لديهن الحماسة الكافية. لكن حين يحب الإنسان عمله، تأتي النتيجة”.“كنا نزور أزواجنا فوقعنا في حب النحل”من جهتها، قالت سلمى أيدين إنهن بدأن باستخدام غذاء ملكات النحل لأولادهن ولاحظن فائدته.وأضافت: “عندما كنا نزور أزواجنا أحببنا النحل كثيرًا، ولم نستطع الابتعاد عنه، فدخلنا هذا المجال. نحن نعمل كفريق، الرجال يحضرون الإطارات من الخلية، ونحن نقوم بتنظيف الشمع واليرقات ثم نجمع غذاء ملكات النحل”.وأشارت إلى أن هذا العمل لا يمكن إنجازه دون النساء، وأضافت: “العمل خارج المنزل والمساهمة في دخل الأسرة شعور جميل. العمل المشترك بين الزوجين يعزز العلاقة. والنحل يجعلنا نشعر بالسعادة”.وأوضحت أن فوائد غذاء ملكات النحل مثبتة علميًا، وأن الطلب عليه يتزايد من العائلات التي لديها أطفال.وقالت: “أكثر من يطلب غذاء ملكات النحل هم العائلات التي لديها أطفال. فهو مفيد للمناعة، والنمو العضلي والعظمي، والتطور الذهني. كما أن هناك طلبًا كبيرًا عليه من الأزواج الذين يرغبون في الإنجاب”.صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير تركيا الان