مساء يلملم أغراضه ويرحل

Wait 5 sec.

شعر : صلاح الزين:هذا المساءالمساء الذي دومًا يركلنيدومًا يلملم أغراضه ويرحلفلا استبقيه أشيِّعه بأنفاسيوأشرَع له الباب ليخرُجَأشيحُ بوجهي عنهأرشده إلى الدَرَجِأغسِلُهُ بكل ما أوتيتمن حليبِ السأمضجرِ الظهيرةورعافِ النميمةأفتح شقاً في الأثيرلأَدفنَ وقْعَ خطواتهأكسر المرآةكيلا أرى تلويحة يديوهو يبتعدأقفل راجعاً آخذ بخصرِ مساءٍ آخرينتظرني هناكلاهثاً يخطو صاعداًكخطيئةٍ يعترضُ مِعراجَها الأنبياءُ أُدخِلُهُأُخفي الصباحَ وأُضاري شمساً تستحم في جمرهاوعطش الحرازنجلسهكذا نجلس عينُهُ فوق كتف عينَيهو الدُوريُّ وأنا الصيادبنبالٍ وشراكعُدَّتي بهوٌ من نبيذوعشيقةٌ من هواءتجلس هناكتَفْتِلُ طفولة المساء عباءةً للصباحتقطر الصلواتلا تدلقهاتُسَوِّرها سُقيا للسراببخفةِ شبحٍ أمد يدِي نحوهاأهمز وسطها فتشرئب الكؤوس، يطاطئ الإله فأُخْرِجُ الفخاخ أُوقِظُ الحربَاستلّها من نَسَبِها وطفولة المياه ،كطفلةٍ بضفيرةٍ، تَدخُل الحربُ لا تجُرّ عمراً خلفهافريسةً بلا دم كثمالةٍ بلا قدمين تجلس قرب خفرهاقصيدةً أبجديتها ما تتلوه الرياحفراشةً بظفرها تحكّ قدم الغيموعَوْرة طلاء الكلامالحرب بِنْتُ الأبدية والاعتذار: الحرب اعتذار اعتذارُ نعلِ الريح من السحاباعتذارُ الشعاع عن خِفَّتِهِالغابةِ عن أنوثتها الخمرِ عن غرورها، علوِّ كعبها والخيالالكتابةِ عما وشت به القصيدةالحربُ اعتذارُ القمرِ عن طمثهواغتصاب الغمامالحربُ ما تَدُسُّهُ أسفل الدولابما يهمس به العطر للثيابوصايا النحل للبستانعطسةٌ تتعثرلوحةٌ تخاصم لونها والإطار نميمةٌ يُخجِلها قِصر قامتهاحَبَبٌ لا يسيلنبيذٌ يعتذر عن طعمه حنينٌ لا يترجل عن سرجهموجةٌ أضاعت زَبَدَها وضَوءَ المنارغزالةٌ تَعرِج عند الغدير تشيح عن صورتهاكيلا تُخجِل الصغارتخاف ظل الغابة فوق الماءفتركضبعيدا تركض عن عطشهاوسرب الظباء الحرب تميمةٌحبرٌ إلهيطينٌ يعفِّر هذا المساءThe post مساء يلملم أغراضه ويرحل appeared first on صحيفة مداميك.