ناظورسيتي: محمد العبوسي في لحظة إنسانية استثنائية، شهدت قاعة "دار المحامي" المجاورة لمحكمة الاستئناف بمدينة الناظور، مساء السبت 28 يونيو 2025، حفلا تكريميا مفعما بالعواطف والاعتراف بالجميل، احتفاء بمسار الأستاذ والمناضل محمد بوجيدة، أحد أبرز الوجوه التي بصمت تاريخ النضال النقابي والسياسي والحقوقي بإقليم الناظور. المبادرة جاءت من أصدقاء ورفاق درب الرجل، مدعومة بحضور واسع لفعاليات نقابية، حقوقية، ومدنية من مختلف أنحاء الإقليم، ممن رأوا في هذه اللحظة مناسبة لرد الاعتبار لرجل وهب حياته للدفاع عن كرامة الشغيلة، وعن قضايا العدالة الاجتماعية في زمن عز فيه الوفاء. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); بداية الحفل كانت مهيبة، حيث افتتح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني في جو يختلط فيه الاعتزاز بالانتماء بروح الاعتراف والاحترام. بعدها، ألقى المنظمون كلمة ترحيبية بالحضور، قبل أن تنطلق سلسلة من المداخلات التي حملت شهادات صادقة في حق رجل ظل وفيا لمبادئه، لا يساوم على قناعته، ولا ينكسر أمام العواصف. في كلمته، استعرض الأستاذ محمد بولعيون ملامح من المسار النضالي لمحمد بوجيدة، بدءا من ستينيات القرن الماضي، حين انخرط في الدفاع عن حقوق العمال، مرورا بانفتاحه على الحقل الجمعوي والحقوقي، وانتهاء بمواقفه السياسية التي لم تحد يوما عن صوت الشارع وهمومه. بينما ركز الأستاذ حسن فلكو على الجوانب الإنسانية في شخصية المحتفى به، واصفا إياه بـ"رجل لا يعرف الأنانية، ويمتلك روحا نادرة من التواضع والإخلاص". من العاصمة الرباط، وجه الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي مخاريق، كلمة مصورة عبر فيها عن فخره بمسيرة بوجيدة، معتبرا إياه من الرجال الذين ساهموا في صناعة تاريخ الحركة النقابية الوطنية، وتركوا أثرا يصعب محوه داخل التنظيم. الحفل لم يخلُ من لحظات توثيقية قوية، حيث عرض شريط وثائقي جمع شهادات حية ومقاطع أرشيفية تحكي سيرة رجل عاش للنضال بصمت وصبر. كما أُدرجت فقرات فنية أضفت على الأمسية طابعا وجدانيا، قبل أن تسلم مجموعة من التذكارات الرمزية للمحتفى به، عربونا للمحبة والتقدير. وفي كلمة ختامية نابعة من القلب، عبر محمد بوجيدة عن امتنانه العميق، واصفا هذا الحفل بأنه "وسام شرف" يعلق على صدره، واعتراف لا يقاس بثمن. وقال: "النضال لا يضيع، والوفاء لا يموت.. ما بدأناه قبل عقود يجب أن يستمر بأيديكم أنتم أبناء الغد". الحفل اختتم بحفل شاي جمع الحاضرين في لحظة أخوية، أكدوا خلالها تمسكهم بقيم الوفاء والثبات التي جسدها بوجيدة على مدى عقود، في زمن تغيرت فيه الوجوه، وبقيت المبادئ الثابتة عملة نادرة.