وجّهت مبادرة أسر السجناء السياسيين في مصر، أمس الجمعة، مناشدة لإيصال صوتهم إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل الإفراج عن ذويهم قبل حلول شهر رمضان. وقالت المبادرة "أرجوكم وصلوا لفخامة الرئيس مناشدتنا ورجاءنا يرجعلنا ولادنا قبل رمضان بأي طريقة وآلية تناسب الدولة". وطالب أهالي السجناء السياسيين بإخلاء سبيل ذويهم المحبوسين احتياطياً على ذمة قضايا سياسية، وصدور عفو رئاسي عن الآخرين الصادرة بحقهم أحكام قضائية نهائية.رسائل أسر السجناء السياسيين، في مجملها، يطلقها أهالي السجناء بشكل فردي بين الحين والآخر. ومنهم سناء عبد الجواد، زوجة القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي، وابنهما أنس المحبوسين منذ أكثر من أحد عشر عاماً.وكتبت الدكتورة سناء عبد الجواد، زوجة القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، وابنهما أنس المحبوسين منذ أكثر من أحد عشر عاماً: "يدخل علينا رمضان المبارك ولنا أحبة وراء القضبان حرمنا منهم سنوات عديدة، لا نعرف عنهم شيئاً، لا يكلمهم أحد، ولا يسمعهم أحد، ولا يشعر بهم أحد، وفي بيوتهم مقاعد فارغة.. لن يستطيع أن يملأها أحد، أحبابنا الذين في السجون ليسوا أرقاماً وإنما هم أرواحنا ونور أعيننا وبهجة حياتنا التي فقدناها بغيابهم".وتابعت "ابني أنس، بعد أيام سيكمل عامه 32. اعتقل قبل أن يتم العشرين سنة، أكثر من 12 سجناً ينتقل من قضية إلى أخرى فإلى متى؟ ومن يدفع ثمن سنوات زهرة عمره التي قضاها في السجون ظلما؟ وهذه البيوت الكثيرة التي انطفأ نورها بغياب أحبابها زوج أو زوجة. ابن أو ابنة. أخ أو أخت، متى تعود إليها بهجتها؟! فيارب امطر سحائب رحمتك على هذه البيوت، واجعل لهم مقاعد من نور في جنتك العالية جزاء صبرهم واحتسابهم".واختتمت والدة أنس البلتاجي منشورها بـ"نحن أقوياء بالله ونتصبر بيوم آت إن شاء من بعد غمسة واحدة في الجنة نقسم أننا ما رأينا شراً قط.. فيا قلوبنا الموجوعة صبراً صبراً.. إن بعد العسر يسراً.. واصبر وما صبرك إلا بالله.. اجعلها يارب تملأ قلوبنا وارويها بماء اليقين والاحتساب".وفي 30 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكمل أنس نجل محمد البلتاجي، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، إحدى عشرة سنة كاملة في السجن، أغلبها في حبس انفرادي وممنوع من الزيارة، في ستة سجون مختلفة، إذ أبقته الحكومة المصرية في سجون شديدة الحراسة، وغالباً في ظروف غير إنسانية، وأخضعته للتعذيب، وحرمته من الزيارات مع عائلته ومحاميه، وحرمته من فرصة إكمال تعليمه الجامعي الذي يشجعه القانون المصري.وكان قد ألقي القبض على أنس البلتاجي في شقة صديقه، بسبب اسمه بعد مطالعة هويته، في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وكان عمره حينها 19 عامًا، ليقضي عشر سنوات كاملة في الحبس يتم تدويره من قضية لأخرى.يشار إلى أنه طبقاً لرصد الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، توقفت دوائر الإرهاب تماماً عن إصدار قرارات إخلاء سبيل في قضايا أمن الدولة على مدار عام 2024، إذ نظرت ثلاث دوائر إرهاب في 104 جلسات ما لا يقل عن 45965 قرار تجديد حبس، موزعين على 3217 قضية أمن دولة، دون إصدار أي قرار بإخلاء سبيل أي متهم.وأضافت الجبهة، في تقرير رصدي لها منتصف فبراير/ شباط، بعنوان "صفر الإخلاءات مستمر"، إن "إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي ساهمت في التوقف التام عن إصدار أي قرارات بإخلاء السبيل من قبل دوائر الإرهاب خلال عام 2024. وأنه بعد مرور ما يقرب على ثلاثة أعوام منذ إعادة تفعيل اللجنة، تضاءل عدد قرارات إخلاء السبيل الصادرة من محكمة الجنايات حتى اختفت تماماً منذ نهاية عام 2023، مما جعل هذه الدوائر تعمل كأداة لتجديد الحبس التلقائي دون النظر في ملفات المتهمين أو حتى حضورهم الجلسات".