أفادت وكالة "بلومبيرغ" يوم الثلاثاء، بأن ألمانيا تناقش تخصيص 200 مليار يورو لصندوق الدفاع الطارئ. وقال أشخاص مطلعون على الأمر طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أثناء مناقشة محادثات خاصة، إن مسؤولين من الحزب الديمقراطي المسيحي الذي ينتمي إليه المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس والحزب الديمقراطي الاجتماعي، يناقشون سبل التغلب على القيود الصارمة التي تفرضها ألمانيا على الاقتراض الحكومي من أجل تحرير الموارد للجيش المتهالك في البلاد. وأضافوا أنهم يفكرون في دفع التصويت بالبرلمان على الحزمة الجديدة التي ستكون ضعف حجم الحزمة التي تمت الموافقة عليها قبل ثلاث سنوات.ومع أقل من ثلثي المقاعد، لا تملك الأحزاب الرئيسية الأصوات اللازمة لتخفيف القيود الدستورية على الاقتراض الحكومي، لكنها قد تتغلب على ذلك من خلال الدفع بالتصويت قبل انعقاد الهيئة التشريعية الجديدة لأول مرة في 24 مارس.ويواجه الفائز في انتخابات الأحد 23 فبراير ضغوطا للتحرك بسرعة في مجال الدفاع مع تسارع بقية دول الاتحاد الأوروبي للرد على تصميم دونالد ترامب على فرض تسوية سريعة للحرب في أوكرانيا.وقد تحدث ترامب بالفعل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو قريب من الاتفاق على صفقة مع كييف بشأن الموارد الطبيعية، وقال مسؤولون أمريكيون إنه يريد من الدول الأوروبية أن تتحمل مسؤولية ضمان أمن أوكرانيا في المستقبل.هذا، وأفاد المصدران بأن إحدى الأفكار التي تجري مناقشتها في ألمانيا تتلخص في الموافقة على إنشاء صندوق خاص للإنفاق العسكري الجديد والمساعدات المقدمة لأوكرانيا، ومن بين الخيارات الأخرى توسيع الصندوق الحالي الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو أو تعديل ما يسمى بكبح الديون بحيث يسمح بإنفاق إضافي على الدفاع.وسوف يتطلب أي من هذه الخيارات أغلبية ساحقة من ثلثي المشرعين، وسوف يكون تأمين هذه الأغلبية أكثر صعوبة بمجرد انعقاد الهيئة التشريعية التالية.وفي سياق متصل، صرح فريدريش ميرتس للصحفيين، يوم الاثنين، بأن "هناك الآن أقلية معطلة في أقصى اليسار وأقصى اليمين".وأضاف في حديثه عن البرلمان المنتهية ولايته، أن "مجلس النواب الألماني لا يزال قادرا على اتخاذ القرارات في أي وقت.. وسواء كان ينبغي لنا أن نتخذ قرارا أو يتعين علينا أن نتخذه، فإن هذا أمر سأناقشه مع الأحزاب التي لا تزال في البوندستاغ".تجدر الإشارة إلى أن فريدريش ميرتس قد وعد بزيادة الاستثمار في الجيش الألماني لكن خططه واجهت مشاكل بعد أن حصلت الأحزاب اليمينية المتطرفة على أقلية معطلة في البرلمان القادم.إلى ذلك، صرح أشخاص مطلعون على الأمر بأن ميرتس وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينغبيل يخططان لإجراء مكالمة هاتفية الثلاثاء لمناقشة الدعم المقدم لأوكرانيا والإنفاق الدفاعي، ويأمل كل منهما في توضيح أكبر قدر ممكن في الأيام المقبلة.وفي السياق، أفادت وكالة "بلومبيرغ" بأن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس أكد إمكانية استدعاء البرلمان لعقد جلسة طارئة، قائلا للصحافيين إن خطوة مماثلة حدثت في عام 1998 عندما اضطرت ألمانيا إلى اتخاذ قرارات فيما يتصل بالحرب في يوغوسلافيا السابقة.وقال شولتس "إنها ظاهرة نادرة الحدوث أن يعقد البرلمان جلساته مرة أخرى، لكنها لن تكون المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك".المصدر: "بلومبيرغ"