تشير طبيبة الأمراض النفسية ماريا شتان، الخبيرة في المشروع الاجتماعي Dementia.net، إلى أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى الخرف الكاذب، حيث تظهر أعراض مرض تنكسي عصبي. ووفقا لها، تشخيص الخرف معقد ويرتبط بموت الخلايا العصبية بشكل لا رجعة فيه وفقدان الذاكرة وتدمير الشخصية. ولكن هناك أعراض مماثلة لا تشير دائما إلى هذا المرض. يمكن أن يكون سببها في بعض الأحيان خلل مؤقت في الجسم، قابل للتصحيح. وهذا يسميه الأطباء "الخرف الكاذب" وهي حالة تشبه الخرف، ولكنها قابلة للعلاج.وتقول: "أهم الفروق بين الخرف الكاذب والخرف، هي أن الخرف الكاذب قابل للعلاج والعودة إلى الحالة الطبيعية. أما في حالة مرض الخرف، فتموت الخلايا العصبية. كما أنه في حالة الخرف الكاذب، يتأثر الانتباه والدافع بسبب الاكتئاب أو اختلال التوازن الهرموني أو التوتر. ولا علاقة لفقدان الخلايا العصبية بالأمر. فمثلا، غالبا ما يعاني المتقاعدون من أعراض مماثلة بسبب العزلة الاجتماعية، والدماغ "كسول" لا يعمل دون حوافز. ومن الأمثلة البارزة على ذلك حالة مريضة تبلغ من العمر 56 عاما جاءت تشكو من فقدان الذاكرة. كانت قبل ثلاث سنوات، قد خضعت لعملية جراحية لإزالة الرحم وملحقاته، ووصف لها الأطباء بعد ذلك العلاج بالهرمونات البديلة. ولكنها بعد أن شعرت بالأعراض الجانبية، توقفت عن العلاج. وبدأت مع مرور الوقت، تشكو من زيادة مشكلات الذاكرة. وقد أظهرت الفحوصات أن سبب ضعف الإدراك ليس تلفا عضويا في الدماغ، بل فقدان الانتباه، الذي يرتبط على الأرجح باختلال التوازن الهرموني. لذلك بعد استئناف العلاج بالهرمونات البديلة تحسنت حالة المريضة خلال شهر، وبعد ستة أشهر اختفت الشكاوى تماما".ووفقا للطبيبة، يمكن منع تطور الخرف الكاذب. وذلك بتعديل مستوى الهرمونات في الوقت المناسب والتواصل الاجتماعي وممارسة الهوايات والنشاط البدني.وتقول: "جميع هذه الأمور تؤثر إيجابيا على مرونة الأعصاب وتحافظ على الوظائف الإدراكية. وبالطبع للتشخيص المبكر أهمية كبيرة، حيث أن اللامبالاة وغياب الذهن هما سبب لاستشارة الطبيب فورا".المصدر: Gazeta.Ru