الخرطوم: مداميكتشهد بعض البنوك ازدحاما غير مسبوق للحصول على النقود الكاش، ويتوافد عدد كبير من المواطنين وسط غضب واستياء يوميا منذ الصباح الباكر وبصطفون أمام البنوك خصوصا بنك الخرطوم وفيصل الاسلامي للحصول على جزء من أموالهم في حساباتهم المصرفية، وذلك بعد الإجراءات التي اقرها البنك المركزي منذ استبدال العملة نهاية ديسمبر الماضي.وقيد البنك المركزي بعد استبدال فئة 1000 جنيه والغاء فئة 500 جنيه سقف السحب المالي اليومي والذي حدده بواقع 200 الف جنيه يوميا، ولكن غالبية البنوك لم تتمكن من تسليم المواطنين المبلغ المحدد بسبب عدم امتلاكها السيولة الكافية، وتتفاوت البنوك في منح الاستحقاقات للعملاء بواقع 50 الى 100 الف جنيه يوميا، وهناك من ينتظر لساعات طويلة ويرجع خالي الوفاض، الامر الذي يضطر البعض لشراء كاش من تجار السوق الأسود للعملة المحلية.وعزا مصدر مصرفي في حديث لـ(مداميك) ازدحام المواطنين امام البنوك ومعاناتهم في الحصول على المبلغ المحدد من أموالهم بسبب أن المبالغ التي تستلمها البنوك من البنك المركزي للايفاء بمستحقات العملاء لا تغطي الطلبات اليومية الكبيرة، وصارت غالبية تعاملات البنوك هي السحب ولا يوجد تعاملات تذكر للإيداع، مضيفا أن الوضع زاد سوءا لعدم ايفاء البنوك بالسقف الذي حدده بنك السودان للصرف للمواطنين.وشكا عدد من المواطنين في حديث لـ”مداميك” من فشل البنوك في منحهم مستحقاتهم المالية، واضافوا انهم يقفون منذ الصباح الباكر أمام منافذ البنوك ولا يحصلون سوى على مبالغ ضئيلة لا تغطي نفقاتهم الضرورية والاساسية، والغالبية العظمى من المواطنين يلجئون للشراء من تجار الكاش، إذ تتراوح نسبة العمولة بين 10 الى 15 و20%.وتأثرت العديد من الأسواق والمحال التجارية وأسواق المحاصيل بأزمة السيولة، ويختلف سعر الشراء بالكاش عن الشراء بالتطبيقات البنكية، وهناك العديد من التجار يرفضون التعامل بالتطبيقات ويصرون على البيع بالكاش، وهذ الامر فاقم المشاكل وأحدث اشتباكات في بعض الأحيان.وتفاقمت المشكلة بعد تحويل مرتبات العاملين للبنوك، وفشل عدد كبير من العاملين في الحصول على رواتبهم رغم إيداعها لدى البنوك، والسبب يعود لعدم انزالها في الحسابات، وصارت البنوك غير قادرة على مقابلة اعداد العملاء المتعاملين معها.وكانت الأمم المتحدة قالت إن أزمة السيولة النقدية أدت إلى توقف برامج المساعدة المالية لأربعة ملايين شخص متأثرين بالحرب، وأكد برنامج الغذاء العالمي توقف إدارة القسائم النقدية بسبب فشلها في استبدال 11.5 مليون دولار بالعملات المحلية.وتزايدت مشاكل السيولة بصورة كبيرة بعد استبدال العملة من فئتي 1000 و500 جنيه ولم تغطي المبالغ المطبوعة احتياجات المواطنين، في وقت لم تبدي حكومة الأمر الواقع أي تحرك جاد لمعالجة المشكلة.The post تفاقم أزمة السيولة والبنوك تفشل في منح المواطنين أموالهم appeared first on صحيفة مداميك.