حراك مستمر تجاه لبنان واتصالات لإتمام الانسحاب الإسرائيلي

Wait 5 sec.

يستمرّ الحراك الدبلوماسي المكثف تجاه لبنان منذ انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبلاد في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، وذلك في ظلّ ظروف دقيقة تعيشها البلاد، ولا سيما على المستوى الأمني مع مواصلة إسرائيل اعتداءها على الأراضي اللبنانية واحتلالها نقاطاً من الجنوب. وبرزت اليوم الأربعاء زيارة وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي ولقائه مسؤولين لبنانيين لتأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان وشعبه وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.وأكدت مصادر في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، أنّ "ملف الجنوب حاضرٌ في كلّ لقاءات رئيس الجمهورية، وسيكون حاضراً خلال زياراته الخارجية، ومنها مطلع الأسبوع المقبل إلى المملكة العربية السعودية، حيث يشدد الرئيس عون على ضرورة ضغط المجتمع الدولي، كما الدول العربية، على إسرائيل لإتمام انسحابها الكامل من النقاط التي لا تزال تتمركز بها جنوباً، ووقف اعتداءاتها المتواصلة على الأراضي اللبنانية والتزامها التام بالقرار 1701".وتشير المصادر إلى أنّ "اتصالات لبنان مع الخارج، ولا سيما أميركا وفرنسا، مستمرّة من أجل عدم تأخر انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، فلبنان لن يقبل ببقاء الاحتلال مدة طويلة، أو مماطلته بالانسحاب، كما استمراره بتنفيذ غارات على الأراضي اللبنانية، ممّا يعرض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر ويترك الوضع غير مستقرّ أمنياً بينما البلد بحاجة اليوم إلى استقرار أمني لينسحب ذلك اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً". ولفتت إلى أنّ "الدولة اللبنانية ستلجأ إلى كلّ الوسائل الدبلوماسية من أجل وضع حدّ لانتهاكات إسرائيل للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهناك متابعة للتجاوزات التي ترتكبها وتُبلغ بها لجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار برئاسة أميركا وعضوية فرنسا".وتعهّدت الحكومة اللبنانية بدورها خلال تلاوة رئيسها نواف سلام البيان الوزاري أمام المجلس النيابي أمس الثلاثاء لنيل الثقة، الالتزام بالترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية كما وافقت عليها الحكومة السابقة في 27 نوفمبر 2024، كما الالتزام وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني المقرّة في الطائف باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً، ونشر الجيش في المناطق الحدودية المعترف بها دولياً. وأكدت الحكومة حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ ما ورد في خطاب قسم رئيس الجمهورية حول واجب الدولة باحتكار حمل السلاح.يأتي ذلك في وقتٍ تواصل إسرائيل خروقاتها لقرار وقف إطلاق النار، كان أبرزها تحليق سرب طائرات على علو منخفض جداً فوق رؤوس المشاركين في مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد الماضي، واستشهاد شخصين وجرح ثلاثة في غارة نفذها الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء على بلدة جنتا في السلسلة الشرقية للبقاع اللبناني.ويواصل طيران الاحتلال التحليق على مدار اليوم بالأجواء اللبنانية، بما فيها أجواء بيروت، وقد تزامن خرقه الجوي اليوم مع الجلسة الثانية التي يعقدها مجلس النواب في العاصمة لمناقشة البيان الوزاري، والتي تستمر حتى ساعات المساء تمهيداً لمنح الحكومة الثقة.البوسعيدي: نقف إلى جانب لبنانوقال البوسعيدي بعد لقاء الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا الجمهوري: "أكدنا وقوف سلطنة عمان إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الهامة من تاريخه ومستقبله المشرق، متمنين التقدّم والازدهار له ولشعبه الشقيق". وأضاف "نحن نتطلع عالياً إلى تفعيل علاقات التعاون والشراكة العمانية- اللبنانية في إطار اللجنة المشتركة القائمة بين البلدين، وقد اتفقنا مع يوسف رجّي وزير الخارجية اللبناني، على تفعيل هذا العمل في المرحلة المقبلة"، مشيراً إلى "أننا سوف نشهد مزيداً من الحراك على كافة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من مجالات التعاون". ونقل الوزير العماني دعوة للرئيس عون لزيارة سلطنة عمان والبحث في "سبل تطوير العلاقات الثنائية وتفعيلها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين".من جهته، أعرب عون عن "أمله في أن تسفر القمة العربية غير العادية المزمع عقدها في القاهرة الأسبوع المقبل، عن موقف عربي موحَّد لمواجهة التحديات الراهنة، ولا سيما أنّ هذه التحديات مترابطة وتستهدف المصالح المشتركة للدول العربية الشقيقة". كما أعرب الرئيس اللبناني عن "امتنان لبنان رئيساً وشعباً لوقوف عمان إلى جانب لبنان في كل الظروف، ولا سيما لجهة تقديمها المساعدات والأدوية واللوازم الطبية وتنظيم الدورات التدريبية وإعطاء منح جامعية"، متمنياً أن "يعود الطيران العماني إلى لبنان في أسرع وقت ممكن"، واعداً بتلبية دعوة الزيارة في وقتٍ قريبٍ.وتطرق عون إلى التطورات في الجنوب اللبناني وسورية وفلسطين، معتبراً أنّ "التحديات كبيرة ومتلازمة وتحتاج إلى موقف عربي موحَّد لمواجهتها"، معتبراً أنّ "توافر الإرادة الموحدة كفيل بجعل الموقف العربي صلباً وقادراً على التأثير في مجرى الأحداث المترابطة".