ترامب: قرب التوصل لاتفاق الاستحواذ على المعادن مقابل مساعدة أوكرانيا

Wait 5 sec.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أوكرانيا والولايات المتحدة على وشك التوصل إلى صيغة نهائية بشأن اتفاق يتعلق بالمواد الخام. وقال ترامب إن "الولايات المتحدة تريد استعادة مليارات الدولارات التي قدمتها واشنطن إلى أوكرانيا في شكل مساعدات عسكرية خلال حربها لصد الغزو الروسي"، مضيفاً: "نطلب معادن نادرة ونفطاً، أي شيء يمكن أن نحصل عليه".وأضاف في مؤتمر العمل السياسي المحافظ بالقرب من العاصمة واشنطن مساء السبت: "أعتقد أننا قريبون للغاية من اتفاق، ومن الأفضل أن نكون قريبين من اتفاق، لأن الوضع مروع"، مشيراً إلى الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا. وأكد ترامب حاجة أوكرانيا لتقديم شيء مقابل الدعم المالي الذي قدمته أميركا، قائلاً: "أريدهم أن يمنحونا شيئاً ما مقابل جميع الأموال التي قدمناها". ولفت ترامب إلى أن "الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار لأنه كان هناك رئيس وإدارة غبية وغير كفوءة". كذلك انتقد الحلفاء الأوروبيين لمساهمتهم الأقل في قطاع الدفاع الأوكراني، وقال: "نحن سنسترد أموالنا لأن ذلك ليس عادلاً". وشدد ترامب على تواصله "مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وأتواصل مع الرئيس الروسي بوتين. أحاول استعادة الأموال أو تأمينها".وأكد أن "أوروبا أعطت المال في صورة قرض، وستسترد أموالها. أما نحن، فقد أعطينا المال من دون مقابل، لذلك أريد منهم أن يعطونا شيئاً في مقابل كل الأموال التي دفعناها". ترامب يسعى لاقتسام الموارد مع أوكرانياووفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ" السبت، فقد ناقش المسؤولون الأوكرانيون اتفاق المعادن المحتمل مع المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ، خلال زيارته لكييف، بعد أن رفض زيلينسكي عرضاً أولياً من واشنطن في وقت سابق من الشهر. وقال الرئيس الأوكراني إنّ هذا الاقتراح يحتاج إلى ربطه بالضمانات الأمنية الأميركية و"ليس في مصلحة أوكرانيا ذات السيادة".وقال مسؤول أوكراني مطلع على المحادثات للوكالة ذاتها، إن أوكرانيا صدت مطالب الولايات المتحدة بإنشاء صندوق بقيمة 500 مليار دولار ليكون جزءاً من صفقة لمنح واشنطن حصة من ثروة البلاد المعدنية. وقال الشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن المحادثات خاصة إن أوكرانيا تزعم أن المبلغ الفعلي أقل بنحو خمسة أضعاف عند أكثر من 90 مليار دولار.وينص الاقتراح الأميركي على تأمين 50% من مبيعات التراخيص والعائدات الأخرى من المعادن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك القوانين الأوكرانية، حسبما قال شخص مطلع على المناقشات في ذلك الوقت. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، نقلاً عن مسودة وثيقة أنّ الخطة تشمل أيضاً إيرادات النفط والغاز والموانئ. وقالت كييف إنها طرحت تغييرات على الاقتراح، من شأنها أن تفيد الجانبين.وندد منتقدو مسودة الاتفاق بأنها تذكر بالاستعمار في القرون الماضية. بدورها، أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، السبت، أنّ المسودة الجديدة لا تتضمن ضمانات أمنية يتوقعها الرئيس الأوكراني ضد روسيا مقابل منح كييف المعادن النادرة للولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة، إذا قبلت أوكرانيا هذا الاتفاق، فقد لا تتمكن من إيجاد التمويل الكافي لإعادة الإعمار بعد الحرب. ولفتت إلى أن مشروع 21 فبراير/ شباط الجاري يدعو أوكرانيا إلى التنازل عن نصف دخلها من الموارد الطبيعية مثل المعادن والغاز الطبيعي والنفط، وكذلك الموانئ.وكتب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في صحيفة فاينانشال تايمز يوم السبت، أن الاتفاق يقترح تخصيص الإيرادات التي تتلقاها الحكومة في كييف من الموارد الطبيعية والبنية الأساسية والأصول الأخرى لصندوق يركز على إعادة الإعمار والتنمية طويلة الأجل لأوكرانيا، حيث ستتمتع الولايات المتحدة بحقوق اقتصادية وحوكمة. وأضاف: "لن تستحوذ الولايات المتحدة على أصول مادية في أوكرانيا، ولن تثقل كاهل أوكرانيا بمزيد من الديون".وقال بيسنت لتلفزيون بلومبيرغ في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن صفقة المعادن ستضع الأساس لخطة طرحها ترامب لإنهاء الحرب من خلال ربط أوكرانيا بالولايات المتحدة من خلال العلاقات الاقتصادية، وبالتالي توفير درع أمنية.وتشهد الحرب الروسية الأوكرانية تحولاً في الموقف الأميركي عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة. ويسعى ترامب لدفع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين لإنهاء الحرب سريعاً عبر المفاوضات. وفي 12 فبراير/ شباط الجاري، أعلن ترامب توصله إلى اتفاق مع بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.وفي هذا الإطار، استضافت العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، محادثات روسية أميركية تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تأكيد أوروبي أن "السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه دون أوروبا". ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.