مداميك: وكالاتقالت مسؤولة أممية إن الصراع المستمر في السودان منذ قرابة عامين تسبب في معاناة هائلة وحول أجزاء من البلاد إلى جحيم، مؤكدة أن شعب السودان يستحق من قادته ومن المجتمع الدولي، الأفضل.وفي إحاطتها أمام اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع في السودان، ذكَّرت إديم وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأبعاد الإنسانية لهذه الأزمة، بما في ذلك نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم 3.4 مليون فروا عبر حدود السودان، ومعاناة أكثر من نصف البلاد – أي 24.6 مليون شخص – من الجوع الحاد.وركزت وسورنو على “التطورات المقلقة” في شمال دارفور بما في ذلك مخيم زمزم للنازحين، وفي الخرطوم وجنوب البلاد.وقالت: “في شمال دارفور، بعد ثمانية أشهر من اعتماد مجلس الأمن للقرار 2736، لا يزال المدنيون يتعرضون للهجوم. وتصاعدت حدة العنف في مخيم زمزم للنازحين ومحيطه ـ والذي تشير التقديرات إلى أنه يستضيف مئات الآلاف من المدنيين، حيث تأكدت ظروف المجاعة هناك”.ونبهت إلى أن صور الأقمار الصناعية تؤكد استخدام الأسلحة الثقيلة في مخيم زمزم ومحيطه في الأسابيع الأخيرة، وتدمير مرافق السوق داخل المخيم. وأضافت “لم يتمكن المدنيون المذعورون، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني، من مغادرة المنطقة عندما اشتد القتال”.قلق عميقوأوضحت المسؤولة الأممية أن المدنيين لا يزالون يتأثرون بشكل مباشر بالقتال العنيف المستمر في أجزاء من الخرطوم، مشيرة إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقق من تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين في المناطق التي تبدلت السيطرة عليها.وقالت وسورنو: “لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء المخاطر الجسيمة التي يواجهها المستجيبون المحليون ومتطوعو المجتمع المحلي، في الخرطوم وأماكن أخرى”.وأشارت أيضا إلى أنه في جنوب البلاد، هناك تقارير عن انتشار القتال إلى مناطق جديدة في شمال كردفان وجنوب كردفان، مما يفرض مزيدا من المخاطر على المدنيين ويزيد من تعقيد تحركات العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، مشددة على أن “هذا يجب أن ينتهي”.ثلاثة طلباتوأشارت المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى النداءين الإنسانيين لعام 2025 الذين أطلقهما وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأسبوع الماضي، واللذين يناشدان الحصول على ستة مليارات دولار لدعم ما يقرب من 21 مليون شخص في السودان، وما يصل إلى خمسة ملايين آخرين معظمهم من اللاجئين في البلدان المجاورة.وناشدت المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن، “ألا يدخروا أي جهد في محاولة التخفيف من حدة هذه الأزمة”.وقدمت أمام المجلس ثلاثة طلبات رئيسية، أولها حماية المدنيين، داعية مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان امتثال جميع الجهات الفاعلة للقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية الأساسية والخدمات التي يعتمدون عليها.أما الطلب الثاني، فهو الوصول، مضيفة أن “هناك حاجة إلى التنفيذ الحقيقي للالتزامات المتكررة بتيسير وتمكين الوصول الإنساني دون عوائق إلى المدنيين المحتاجين”.وقالت وسورنو إن ثالث طلب هو “التمويل. وكما قلنا، فإن حجم الاحتياجات في السودان غير مسبوق ويتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي، بما في ذلك التمويل المرن”.وختمت المسؤولة الأممية إحاطتها أمام أعضاء مجلس الأمن بالقول: “الآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج شعب السودان إلى تحرككم”.أخبار الأمم المتحدةThe post الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم appeared first on صحيفة مداميك.