هذا يحدث في السودان.. ثلاث حكومات في طبق واحد!!

Wait 5 sec.

منير التريكي.في سابقة مفرحة تفاجأت مرة بوجود صفارين في بيضة واحدة. أخبرني صديق أن ذلك رغم يحدث. وهو يعود إلى الغذاء الدسم الذي تتناوله الدواجن في جنوب أفريقيا.حدث هذا منذ زمن بعيد. تذكرت ذلك وأنا أفكر في الإتجاه نحو تكوين حكومة ثانية في السودان. هذا التفكير لم يحدث هذه الأيام.حدث يوم أكل الثور الأبيض(في الواقع كان ثور أسود فرحاً بانفصال الجنوب ). الدفع بإتجاه تقسيم السودان حدث منذ زمن اكثر من اربعين سنة. . منذ دخول الإخوان الاسلامويون في السلطة بصورة مكشوفة. حدث ذلك بمصالحة مع نميري في سنة. منذ ذلك الوقت اتخذ قطار السودان مسار مختلف. كان القطار يسير بسرعة وتوازن في طليعة الدول. يستند على اقتصاد قوي وقيم أقوى. تم تبديل خط السير وتحولت المحطات. بدلاً من محطات السلام والاستقرار والتنمية والتقدم. امست محطات تخريب اقتصاد وتضليل ونزاعات وحروب وفساد. وضح ذلك جليا ً في سنة 1883م. حينها أصر الإسلامويون علي تطبيق قوانين الشريعة علي الجنوب الذين تدين غالبيته بالمسيحية. رفض الجنوبيون إضافة ظلم جديد. ولم يكن من المستغرب أن تشتعل حرب ضروس لمدة إثنين وعشرين سنة.كان الجنوب قد خرج من الحرب الأولى باتفاقيةاديس ابابا في1972م مع نميري. لكن في 1983م اندلعت حرب جديدة قتلت وخربت وشردت ودمرت وزرعت المرارات مع الألغام. حرب أنهكت الاقتصاد السوداني وأضعفت الجنيه واطلقت العنان للتضخم المسبب للفقر المزمن. حرب شرسة لا يزال الكثيرون يعانون من آثارها. توصل السودانيون إلى إتفاق يرضي جميع الأطراف. إتفاقية الميرغني/قرنق للسلام في1988م حوار داخل البيت الواحد. وقتها لم يطالب أحد بإنفصال. الإسلامويون ماطلوا وسفهوا وعرقلوا الإتفاق شهور عديدة. في هذه الأثناء كانوا يجهزون سلسلة من الإنقلابات. فشل إنقلاب الزبير ونجح انقلاب البشير في1989م. السبب الأساسي كان هو منع توقيع إتفاقية السلام (الميرغني/قرنق) . لاحقاً سيتكرر الأمر بمماطلة مشابهة في تشكيل حكومة الثورة 2019 م. ولأنهم غاروا مما كان ستحققه إتفاقية الميرغني /قرنق للسودانيين. أجهضوها بإنقلابهم سيئ الذكر في1989م. لاحقاً وقعوا إتفاقية نيفاشا في 2005م . والمفارقة في أن إتفاقية نيفاشا ذهبت بربع السودان وثلث السكان ولم توقف حرب ولم تجلب سلام. ظلت الحدود ملتهبة في أبيي وجنوب والنيل الأزرق وجنوب كردفان وحتي جبال النوبة المسالمة عانت من تعنت الإسلامويين . الإسلامويون منغلقون وتفكيرهم في غالبه أحادي لا يقبل الإختلاف ولا المشاركة إلا إذا كانوا في حالة ضعف شديد.ماطلوا في تشكيل حكومة الثورة 2019 م حتي جهزوا إنقلابهم الأخير في 25 اكتوبر2021م. إعتصام الثوار في القيادة كان حدثاً فريدا. كل السودانيون شاركوا في الإعتصام إلا الإسلامويين. الاعتصام كان اكبر إستفتاء للشعب السودان. وأكبر تجمع وافضل تكافل واحسن إيثار. اكثر تجمعات للصلوات (الفرشات والبروش). اقيمت فيه أكبر صلاة جمعة في السودان. وأكبر افطارات رمضانية جماعية. ضمت أرض الإعتصام معرض ثقافي متواصل. وندوات توعية يومية وتنوير مستمر. التوعية والتنوير هما ألد أعداء الظلاميين. لم يعجب ذلك الإسلامويون. فضوا الإعتصام الضخم الرائع بمجزرة أليمة. أقاموا إعتصام هزيل أمام القصر الجمهوري.أرادت حكومة الثورة طباعة عملة جديدة. عملة توثق للثورة وتخلد تضحيات الشعب السوداني و تكرم الشهداء . عملة جديدة تبين إنجازات الثوار وأحلامهم في وطن يسود فيه السلام والتعايش. وطن يتيح فرص متساوية للجميع و تتسارع فيه وتيرة التنمية. لكن كعادتهم حارب الإسلامويون فكرة تغيير العملة. وحاصروا الوزير حتي غادر. لاحقاً نفذوا الفكرة وغيروا العملة بحيث إستولوا علي اموال الدولة وما في أيدي الناس. بعد المعاناة في البيوت ومراكز الإيواء جاءت معاناة جديدة في صفوف البنوك. حتى الثراث السوداني من أشعار واناشيد ومقولات إستغلوه وإبتذلوه وهم الذين لهم رأي في هذه الأغاني .الإسلامويون بسياساتهم الخرقاء هم السبب الأول والرئيسي في تكوين حكومة ثالثة في السودان. هم سبب فصل الجنوب وبالتالي وجود حكومة الجنوب. وهم وراء حكومة الإنقلاب في بورسودان. وهم الذي تسببوا في حرب عبثية أدت إلى التفكير في تكوين الحكومة الثالثة. هذ رقم قياسي في تكوين الحكومات الأمر الطبيعي هو تكوين حكومة واحدة في الدولة في وقت محدد. إن نجحت يصوّت لها الشعب ثانية ويمنحها تفويض اربعة أو خمسة اعوام وإن أخفقت يستبدلها بغيرها. لكن الغير طبيعي وجود حكومتين فيي دولة واحدة في وقت واحد. كما هو الحال في ليبيا نجد حكومتي طرابلس وبنغازي. ولكل حكومة ناسها في الداخل وحلفائها في الخارج. ولكن ثلاث حكومات في دولة واحدة فهذا ماوراء الغير طبيعي. فهل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟مع طريقة تفكير الإسلامويون الغريبة لا اعتقد ذلك.الحل؟ تذكروا حديث السفينة واقلعوا وطنكم من الإسلاميين قبل أن يخرقوا السفينة.إذا لم تفعلوا ذلك فكروا في الجانب المشرق وهذا أضعف الإيمان .ما هو الجانب المشرق في في وجود ثلاث حكومات في السودان؟المنافسة في صالح المستهلك.اللهم وفقنا لما تحب وترضى.The post هذا يحدث في السودان.. ثلاث حكومات في طبق واحد!! appeared first on صحيفة مداميك.