قالت المنسقة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ، إن الشرق الأوسط يشهد ربما الفرصة الأخيرة لتحقيق حل الدولتين خلال إحاطة لها، اليوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن خلال اجتماعه الدوري حول الوضع في فلسطين.وتحدثت المسؤولة الأممية عن الأذى الذي لحق بالفلسطينيين من جراء "الموت والدمار والتشريد"، قائلة "رغم أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وفرت قدراً كبيراً من الإغاثة التي كانوا بأمس الحاجة إليها، فإن هناك الكثير مما ينبغي القيام به لمعالجة أكثر من خمسة عشر شهراً من الحرمان من الضروريات الإنسانية الأساسية، وفوق كل شيء فقدان الكرامة الإنسانية".وتحدثت عن زيارتها الأخيرة إلى غزة ومشهد الدمار الشامل واليأس الناجم عن الخسارة والصدمة، وشعور الفلسطينيين بتخلي المجتمع الدولي عنهم. وتطرقت إلى التقييم السريع والمحدث الذي صدر عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتقييم الأضرار والاحتياجات في غزة في ما يتعلق بالتعافي وإعادة الإعمار.وأشارت كاغ إلى أن التقديرات الأولية حول جهود إعادة الأعمار تتطلب 53 مليار دولار. كما تحدثت عن جهود الدول العربية "الرامية إلى وضع خطة لإعادة بناء غزة"، مشددة على ضرورة أن يتمكن الفلسطينيون من استئناف حياتهم، وإعادة البناء، وبناء مستقبلهم في غزة. وركزت على أنه "لا مجال للنزوح القسري".وركزت المسؤولة الأممية كذلك على الأوضاع في الضفة والقدس المحتلة، معبرة عن قلقها "إزاء العمليات العسكرية والهجمات وتصاعد العنف في الضفة الغربية، بما فيها وقوع الضحايا والتدمير والتشريد، وخاصة في محافظات جنين وطوباس وطولكرم، حيث تتأثر مخيمات اللاجئين والبنية الأساسية بشكل كبير". ولفتت أن الكثير من تلك الهجمات (ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي) تحدث فيما يعرف بالمنطقة (أ) (بحسب اتفاقية أوسلو) الخاضعة للمسؤولية المدنية والأمنية للسلطة الفلسطينية.وتوقفت المنسقة الأممية كذلك عند "شن القوات الإسرائيلية غارات جوية وهجمات بأسلحة ثقيلة أخرى واستخدام المسلحين الفلسطينيين العبوات الناسفة البدائية وتنفيذهم هجمات إطلاق نار". وتطرقت إلى "استمرار العنف والترهيب من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين". ولفتت إلى استمرار العمليات الاستيطانية غير القانونية، مشيرة إلى الإعلان عن تراخيص لبناء 2000 وحدة سكنية جديدة في الأسابيع الأخيرة وحدها.وشددت سيغريد كاغ على أن البؤر الاستيطانية تعوق استخدام الأراضي الفلسطينية للزراعة في الوقت الذي تزداد وتتسارع فيه عمليات هدم بيوت الفلسطينيين. كما أشارت إلى استمرار القيود الشديدة على الحركة مما يشل "الحياة اليومية للعديد من الفلسطينيين، ويعوق الوصول إلى الخدمات الأساسية والنشاط الاقتصادي". وحذرت من أن تلك التطورات "تشكل جنباً إلى جنب مع الدعوات المستمرة للضم، تهديداً وجودياً لاحتمال قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وبالتالي تنفيذ حل الدولتين".وتوقفت عند "التشريع الإسرائيلي، الذي دخل حيز التنفيذ ويحظر على الأونروا (وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) العمل في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة". وأشارت إلى إدانة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، الهجوم على مباني الأمم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة وانتهاك حرمتها، مشددة على الحاجة الماسة لعمل الأونروا، وضرورة السماح لها بالاستمرار بأداء مهامها دون عوائق.