دراسة غير مسبوقة تظهر محاولات فئران لإنعاش أقرانها

Wait 5 sec.

أظهرت دراسة حديثة أن الفئران "الواعية" تبادر بمحاولات إنعاش رفاقها عند فقدانها الوعي عبر سلوك يشبه الإسعافات الأولية، ما يعني أن الميل الفطري للمساعدة يمتد إلى الثدييات الصغيرة. رغم أن "إسعافات" الفئران تعتمد على العض أكثر من التقنيات البشرية، فإن سحبها لألسنة رفاقها ساهم في توسيع مجرى الهواء لديها، ما سرّع تعافيها.ورصد الباحثون نشاطا ملحوظا في جزء من الدماغ المسؤول عن الوظائف اللاإرادية، إلى جانب ارتفاع في الإشارات الهرمونية، وهو ما بدا ضروريا لتحفيز هذا التصرف الشبيه بالعمل الإسعافي. https://t.co/zTdhoP2fqK— ScienceAlert (@ScienceAlert) February 24, 2025 وعلى الرغم من توثيق محاولات إنقاذ مماثلة لدى الثدييات الأكبر مثل الدلافين والفيلة، فإن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي يدرس "الإسعافات الأولية" لدى القوارض بتفصيل دقيق.ويؤكد الباحثون أن استمرار الفئران في محاولات الإنقاذ على مدار 5 أيام، خاصة تجاه رفاقها، يدل على أن هذه الاستجابات ليست مجرد تصرف عشوائي بدافع الفضول. وفي سلسلة من التجارب، قدم الباحثون للفئران المحبوسة في قفص رفاقا في حالات مختلفة: الموت وفقدان الوعي أو عدم القدرة على الحركة. وأوضحوا أن بعض الفئران معروفة للفأر الذي قد يقدم الرعاية، والبعض الآخر غريب تماما.وأظهرت النتائج أن الفئران الواعية حاولت في 50% من الحالات سحب ألسنة رفاقها غير المستجيبة، ما ساهم في تسريع تعافيها مقارنة بالفئران التي تُركت دون مساعدة.كما لاحظ الباحثون أن الفئران كانت تزيل الأجسام الغريبة الموضوعة في أفواه رفاقها، لكنها تجاهلت تلك الموضوعة في مناطق أخرى من أجسادها، ما يدل على إدراكها للمشكلة الحقيقية. ورغم أن بعض الفئران حاولت إنعاش رفاقها الميتة، فإنها لم تظهر اهتماما بمساعدة الفئران النائمة.وأظهرت دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن مواجهة الفئران لأقران غير مستجيبة أدت إلى تنشيط اللوزة الوسطى في الدماغ، وهي منطقة مختلفة عن تلك المرتبطة بالتوتر، ما يشير إلى أن هذه السلوكيات متميزة عن غيرها من استجابات الفئران العاطفية.ووجد الباحثون أيضا ارتفاعا في مستوى الأوكسيتوسين، هرمون الترابط الاجتماعي، في النواة المحيطة بالبطين لدى الفئران التي قامت بمحاولات إنعاش، ما يؤكد ارتباط هذا السلوك بآليات الرعاية والتعاطف.وأشار علماء الأعصاب، ويليام شيران وزوي دونالدسون، إلى أن هذه الدراسة "تعزز الأدلة على أن الدافع للمساعدة في حالات الطوارئ الشديدة مشترك بين العديد من الأنواع".نشرت نتائج البحث في مجلة ساينس.المصدر: ساينس ألرت