عن ثمانية وسبعين عاماً، رحلت في بيروت، أمس السبت، الشاعرة والرسّامة السورية اللبنانية مها بيرقدار الخال، بعد رحلة طويلة مع الفنون والأدب، كانت خلالها واحدة من الأسماء التي أسهمت في المشهد الثقافي اللبناني.وُلِدت الراحلة في مدينة دمشق لأبَوين سوريَّين، والدُها كان يعمل ضابطاً في الشرطة السورية، لكنّه يهوى الرسم ويُمارسه، ومنه كانت الشرارة الأُولى مع الفنون، قبل أن تتخرّج في أحد مراكز الفنون التشكيلية بدمشق عام 1967، وتسافر بعدها إلى ألمانيا حيث حصلت على دبلوم في إدارة الأعمال. وفي عام 1970، زارت بيروت، وهناك تعرّفت على مؤسّس مجلّة "شعر"، الشاعر يوسف الخال (1917 - 1987)، وتكلّلت العلاقة بينهما بإعلان زواجهما، مدنياً، في العام نفسه، والذي أثمر عن ولدين هُما: يوسف الابن وورد. هذه الشراكة مهّدت، في بداياتها على الأقلّ، دربها الأدبي، كما كتبت في مذكّراتها التي صدرت العام الماضي بعنوان "حكايا العراء المُرعب" .عملت مها بيرقدار الخال في الصحافة كاتبةً ورسّامة في مجلّة "فيروز"، كما عملت مُعدَّةً ومُقدّمة برامج تلفزيونية وإذاعية في دمشق، حيث كتبت العديد من أغاني الأطفال. أقامت عدداً من المعارض الفنية الفردية والجماعية، وأدارت "غاليري وان" مع يوسف الخال بين عامي 1970 و1975. وفي عقد الثمانينيات تولّت تنفيذ الرسوم الداخلية في مجلّة "دار الصياد للنشر"، قبل أن تترأس تحرير مجلّتي "الفنون والتصميم الداخلي- إيوان" و"الجدار" الفكرية والثقافية.صدر لمها بيرقدار الخال في الشعر أربع مجموعات: "عشبة الملح" (1989)، و"رحيل العناصر" (1995)، و"الصمت" (2004)، و"علاج الروح" (2011)، كما كتبت سيناريوهات أعمال تلفزيونية منها "الطائر المكسور" (2008)، و"نقطة حُبّ" (2010).