لقاح ضد سرطان عنق الرحم يثير الجدل في تونس

Wait 5 sec.

تبدأ السلطات الصحية في تونس خلال الأسابيع القادمة حملة التطعيم ضد سرطان عنق الرحم وسط جدل كبير في أوساط أولياء التلاميذ حول جدوى هذا اللقاح، يصل أحيانا إلى حد رفض اللقاح. ووفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة منذ أشهر، ستعتمد تونس لأول مرة اللقاح ضد سرطان عنق الرحم، ضمن الروزنامة الرسمية للقاحات المدرسية، في إطار جهود مكافحة الأمراض الفيروسية التي تتسبب في تفشي الأورام السرطانية لدى النساء.وأعلنت وزارة الصحة التونسية أن هذا التطعيم سيقدم بالمجان إلى الفتيات اليافعات بداية من 12 عاماً، وذلك في خطة وقائية من فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الأول لسرطانات عنق الرحم. و تشهد وسائل التواصل الاجتماعي جدلا بين الكثير من التونسيين حول أهمية اللقاح وتداعياته التي يخشى المتابعون أن تتسبب في عقم النساء.وتقول منال بن مبروك، وهي أم لطفلة معنية بالتلقيح في الدفعة الأولى التي ستبدأ وزارة الصحة في تقديمها، "إنها لن تقبل في الوقت الحالي تطعيم ابنتها قبل أن تتأكد من خلال الدراسات التي تحاول الاطلاع عليها من خلوّ هذا التطعيم من أي مخلفات جانبية على صحة طفلتها". مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن "السلطات الصحية لم تقدم أي تبريرات ولم تقم بأي حملة دعائية أو توعوية لجدوى اللقاح الجديد"، معتبرة أن "الأمر يربك الأولياء، لا سيما أن ذاكرة التونسيين لا تزال تحتفظ بأثار مخلفات التلاقيح ضد كورونا على بعضهم". وأضافت: "سأطلب من إدارة المدرسة أن تؤجل تطعيم ابنتي حتى أقدم لهم موافقة رسمية في الغرض بعد التأكد من سلامة التطعيم وأتشارك في هذا القرار مع العديد من الأولياء".سرطان عنق الرحم ثاني الأورام المنتشرة في تونسويُعد سرطان عنق الرحم ثاني الأورام السرطانية التي تسجل لدى النساء في تونس بعد سرطان الثدي، بواقع ما بين 300 و400 إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم سنويا، ويصنّف ضمن السرطانات الثقيلة التي تتطلب تدخلاً جراحياً وعلاجاً كيميائياً لاستئصاله، وهي إصابات تنجم عن مرض أمراض فيروسية تصل نسبة القضاء عليها إلى 100% من خلال اللقاحات وفق عضو الجمعية التونسية لطب النساء والتوليد، الدكتور بشير الزواري.  قائلا لـ"العربي الجديد" إن " فيروس الورم الحليمي البشري هو عدوى فيروسية تسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية، بعضها يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، من بينها سرطان عنق الرحم"، مؤكدا أن "التلاقيح تكافح الأمراض الفيروسية بشكل عام".وأكد رئيس جمعية طب النساء والتوليد أن اللقاحات هي" شكل من أشكال الحماية الاستباقية للأمراض الفيروسية وأثبتت نجاعتها على المدى الطويل في القضاء على العديد من الأمراض القاتلة على مر عقود"، معتبرا أن" المخاوف من هذا التلقيح أمر مبالغ فيه".وبحسب وزارة الصحة، تستهدف خطة التطعيم لعام 2025 تقديم التطعيم لفائدة 100 ألف فتاة في سنّ الدراسة. وفسر الدكتور بشير الزواوي أسباب اختيار هذه الشريحة العمرية للحصول على اللقاح بأن" أغلب الفتيات في سن 12 عاما يكن في سن الدراسة ويمكنهن تلقى التطعيم مجانا في المؤسسات التعليمية، وهو ما يسهل استهداف أكبر شريحة ممكنة من المعنيات بالتعطيم وفق قوله".وعلّق الطبيب الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي ماهر العباسي على اقتراب بدأ عمليات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي بأنه" أحسن خبر يسمعه منذ سنوات". وأكد في سياق متصل أن "نسبة تلقيح ضد هذا الفيروس في البلدان الاسكندينافية تتراوح ما بين 80% و90% وتصل إلى 60% في الولايات المتحدة الأميركية و90% في بريطانيا، "مشيرا إلى أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم في البلدان التي تعتمد اللقاح تراجعت إلى 87% عند النساء الملقحات". وحول الجدل بشأن اللقاح، دعا العباسي للاستناد إلى الآراء العلمية للأطباء والمختصين"، مؤكدا أن" التلاقيح ضد فيروس كورونا كانت أيضا ناجعة وساعدت على حماية الملايين من البشر من العدوى القاتلة".