الشرع يفتتح مؤتمر الحوار الوطني السوري: تشكيل هيئة للعدالة

Wait 5 sec.

افتتح الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع اليوم الثلاثاء، مؤتمر الحوار الوطني السوري في قصر الشعب بدمشق، الذي سيبحث شكل وأسس الدولة الجديدة ضمن مرحلة ما بعد الثورة التي أسقطت نظام بشار الأسد الاستبدادي في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأكد الشرع العمل على تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية، بعد حوالى شهر من إعلانه رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية.وقال الشرع أمام المئات من المشاركين في المؤتمر: "عملنا خلال الشهرين الماضيين على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، وسنعمل على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية ترد الحقوق للناس وتنصف إن شاء الله وتقدم المجرمين للعدالة"، مشدداً على أهمية وحدة السوريين في مواجهة التحديات التي مرّت بها البلاد، مشيراً إلى أن "سورية عادت لأهلها بعد فترة من الضياع".أحمد الشرع: وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة واجبوقال الرئيس الشرع: "تحملت سورية أوجاعاً وآلاماً وآثاراً اقتصادية واجتماعية وسياسية ونهشتها الضباع، ثم أتت الثورة السورية المباركة بنصر مبين وفتح عظيم". وأضاف أن "سورية اليوم عادت لأهلها بعد أن سُرقت لغفلة من أبنائها"، مشدداً على ضرورة الشعور بأوجاع وآلام سورية كأهم علاج لها في المرحلة المقبلة.وأوضح الشرع أن من الواجب على جميع أبناء الوطن القيام بدورهم في هذه المرحلة الانتقالية، قائلاً: "علينا التحلي بالصبر وألا نحمّل سورية أكثر مما تطيق". وأكد أن "وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة ليست رفاهية بل واجب وفرض". وقال إن "سورية لا تقبل القسمة فهي كل متكامل"، مضيفاً: "هناك من يسعى لتقويض منجزات الشعب السوري، وعلينا أن نواجه بحزم كل من يريد العبث بأمننا ووحدتنا وتحويل نكبات سورية إلى فرص استثمارية".الثورة أنقذت #سوريا من الهلاك..كلمة الرئيس السوري #أحمد_الشرع في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/mddUo9J1NG— تلفزيون سوريا (@syr_television) February 25, 2025وواصل الرئيس الشرع حديثه قائلاً: "تناديكم سورية لتقفوا جميعاً متحدين متعاونين لمداواتها، وتضميد جراحها ومواساتها، وكلها ثقة بكم أنكم لن تخذلوها بعد اليوم ولن تغفلوا عنها وستسهرون لحمايتها وبنائها وازدهارها".الشيباني: سورية تتطلع إلى دبلوماسية جديدةمن جانبه، تحدث وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، عن التحديات التي واجهتها سورية في السنوات الماضية، موضحاً أن "سورية واجهت حرباً ممنهجة افتعلها النظام، ورغم هذه التحديات وبعد التحرير، لم نستسلم للضغوط وعملنا على الانفتاح والدبلوماسية الفاعلة". وأضاف الشيباني: "سورية شهدت حضوراً في مؤتمرات دولية مهمة، وهو ما يعكس خطوة هامة في استعادة دورها على الساحة السياسية الدولية".وأشار الشيباني إلى أن سورية لن تقبل بأي مساس بسيادتها وهويتها، مؤكّداً العمل المستمر لرفع العقوبات المفروضة على سورية وفتح آفاق جديدة لفرص استثمارية.مؤتمر الحوار الوطني.. مرحلة جديدة من بناء الدولةوخلال المؤتمر، أكد رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، ماهر علوش، أن التحضيرات للمؤتمر شهدت حوارات بنّاءة بمشاركة أكثر من أربعة آلاف شخصية من مختلف المناطق السورية. وأضاف علوش أن الحوارات تناولت العديد من المحاور الأساسية مثل العدالة الانتقالية، البناء الدستوري، الإصلاحات، الحريات، الاقتصاد والمجتمع المدني.وأوضح علوش أن هذه المرحلة الجديدة في تاريخ سورية بدأت منذ إسقاط نظام الأسد، وأن مؤتمر الحوار يمثل نقطة انطلاق نحو تأسيس دولة جديدة قائمة على الحرية والكرامة.ويمثل مؤتمر الحوار الوطني السوري خطوة مهمة في الطريق نحو إعادة بناء سورية، إذ بدأت العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والشعبية بالاجتماع والتشاور في قضايا أساسية تهم مستقبل البلاد. وغاب عن المؤتمر عدد من الشخصيات المدنية والحقوقية والسياسية البارزة، ولا سيما تلك التي تعيش خارج سورية.وأرجعت مصادر لـ"العربي الجديد" غياب شخصيات بارزة عن المؤتمر إلى توقيت الدعوات التي حددتها اللجنة المنظمة، إذ اقتصرت الدعوات على مدة يومين فقط، وهو ما جعل من الصعب على الكثير من الشخصيات المقيمة في الخارج، سواء في أوروبا أو تركيا وأميركا أو غيرها من البلدان التي تضم جاليات سورية كبيرة، الترتيب لحضور المؤتمر.وكانت الشخصيات التي غابت قد عبّرت عن استيائها من هذا التوقيت، معتبرةً أن الدعوات التي أُرسلت فجأةً كانت غير كافية للترتيب لحضور المؤتمر والمشاركة في الحوار الوطني، الذي كان يهدف إلى جمع ممثلين من مختلف الأطياف السورية.