أعلنت السلطات الفرنسية أنّ وزراء الصناعة الأوروبيين سيعقدون اجتماعاً استثنائياً في باريس، بعد غد الخميس، لمناقشة سبل "ضمان استمرار" إنتاج الصلب في أوروبا بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية باهظة على الواردات الأميركية من الصلب. وليل الاثنين، قالت وزارة الصناعة الفرنسية إنّ وزيري الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي، والإيطالي أدولفو أورسو، بادرا لدعوة نظرائهما الأوروبيين لعقد هذا الاجتماع في باريس "بحضور الرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي". وبحسب الوزارة الفرنسية، فإنّ حوالى 15 دولة أوروبية منتجة للصلب دعيت للمشاركة في اجتماع باريس، وهذه الدول هي؛ بولندا وإيطاليا وإسبانيا ولوكسمبورغ وسلوفاكيا واليونان وفنلندا والنمسا والمجر والسويد وهولندا ورومانيا وبلجيكا وسلوفينيا. وأوضحت وزارة الصناعة الفرنسية، وفقاً لما أوردته وكالة فرانس برس، أنّه لم يتمّ الانتهاء بالكامل من إعداد قائمة المشاركين في الاجتماع، وبحسب الوزارة فإنّ الوزراء سيتباحثون في المشاكل التي يعاني منها القطاع، وسيبحثون النتائج والحلول مع الأطراف الأخرى في صناعة الصلب أي "الشركات والنقابات على حد سواء"، ومن المتوقع في نهاية الاجتماع أن يصدر إعلان مشترك بشأن الصلب يتضمن مقترحات ملموسة. وتشعر صناعة الصلب الأوروبية، التي توظف أكثر من 300 ألف شخص، بالقلق بعدما زادت إدارة ترامب بنسبة 25% الرسوم الجمركية على واردات الولايات المتحدة من الصلب، وأتت هذه الزيادة في وقت يعاني فيه القطاع منذ العام الماضي من عاملَين مدمّرين هما؛ وفرة إنتاج الصلب الصيني بأكلاف منخفضة للغاية، وارتفاع أسعار الطاقة المفرط في أوروبا. وكانت المفوضية الأوروبية اعتبرت الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية "غير مبررة" و"غير قانونية"، محذّرة من أنّها ستؤتي نتائج عكسية على المستوى الاقتصادي، ويُقدر الاتحاد الأوروبي أن الموجة الأولى من الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم سوف تطاول ما تصل قيمته إلى 28 مليار يورو (28.3 مليار دولار) من صادرات التكتل، وهو ما من شأنه أن يشكّل تصعيداً واسعاً في الحرب التجارية التي يشنها ترامب.وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، بدأ الخلاف على الرسوم الجمركية الأميركية على المعادن في عام 2018 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، عندما فرضت الولايات المتحدة رسوماً على ما تقدّر قيمته بـ7 مليارات دولار من صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وسخِر المسؤولون في بروكسل آنذاك من فكرة أن الاتحاد الأوروبي يشكل مثل هذا التهديد.واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين، أنّ الولايات المتحدة لا يمكنها أن تخوض حرباً تجارية مع الصين وأوروبا في آن معاً، وذلك إشارةً إلى التهديدات التي أطلقها نظيره الأميركي بفرض رسوم جمركية شاملة، وقال ماكرون في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عقب لقائه في البيت الأبيض الملياردير الجمهوري: "لا يمكنك أن تخوض حرباً تجارية مع الصين وأوروبا في آن معاً". (فرانس برس، العربي الجديد)