يُقاس نجاح اللاعبين في عالم كرة القدم، عادةً بعدد الدقائق التي يخوضونها على أرض الملعب، لكن مدافع ريال مدريد، الإسباني خيسوس فاييخو(28 عاماً)، كسر هذه القاعدة وأثبت أن التتويج بالألقاب لا يتطلب بالضرورة أن تكون أساسياً، رغم أنه أحد أقل اللاعبين مشاركةً مع ريال مدريد، إلا أنّه من بين الأكثر تتويجاً، مما جعله يحمل لقب "ملك التتويجات من كرسي الاحتياط".لم يكن فاييخو يوماً خياراً أساسياً في خط الدفاع، منذ انضمامه إلى ريال مدريد عام 2015 قادماً من ريال سرقسطة، إذ عانى من كثرة الإصابات وقلة الفرص في ظل وجود نجوم مثل سيرجيو راموس، رافاييل فاران، دافيد ألابا، وإيدير ميليتاو. ومع ذلك، كان دائم الحضور في قائمة الفريق خلال فترات نجاحه، مما جعله يحصد عدداً مذهلاً من الألقاب رغم ندرة مشاركاته.وحسب موقع ترانسفر ماركت للإحصائيات، يملك فاييخو في سجله لقبي دوري أبطال أوروبا لموسمي 2017-2018 و 2021-2022، والدوري الإسباني موسم 2021-2022، وكأس الملك 2022-2023، إضافة الى لقبي كأس السوبر الإسباني 2017-2018 و2021-2022، وثلاثة ألقاب من السوبر الأوروبي 2017-2018 و2022-2023 و2024-2025، وكأس العالم للأندية موسم 2023-2024.ما يُثير الدهشة في مسيرة خيسوس فاييخو هو الفارق الكبير بين عدد ألقابه وعدد دقائق لعبه. فبرغم الأزمة الدفاعية التي واجهها ريال مدريد هذا الموسم بسبب إصابات معظم مدافعيه، لم يشارك فاييخو سوى 11 في دقيقة فقط، بينما اضطر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى إشراك لاعب الوسط الفرنسي أوريلين تشواميني في مركز الدفاع لتعويض الغيابات. أما في الموسم الماضي، فخاض فاييخو 106 دقائق فقط، وقبله بموسم لعب 88 دقيقة، مما يعكس دوره الثانوي في تشكيلة الفريق رغم استمراره في حصد الألقاب.رغم قلة مشاركاته، يحظى فاييخو باحترام زملائه والجهاز الفني، حيث يُعرف بكونه لاعباً محترفاً منضبطاً ومتفانياً في التدريبات، حتى لو لم يحصل على فرصة للعب. كما أنه يعتبر قدوة للاعبين الشباب من حيث الصبر والتفاني.مع تقدم بعض المدافعين في العمر، قد تأتي اللحظة التي يحصل فيها فاييخو على فرصة حقيقية لإثبات نفسه، وحتى إن لم يحدث ذلك، فسيظل اسمه مقترناً بلاعب نجح في حصد المجد من دكة البدلاء، ليصبح "ملك التتويجات" الصامت في ريال مدريد.