قال مصدر قضائي لبناني مطلع لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ادعى على 20 شخصاً في الاعتداء على قافلة قوات حفظ السلام (يونيفيل)، مشيراً إلى أن بينهم أربعة موقوفين. ومن التهم التي استند إليها الادعاء تشكيل عصابة بهدف النيل من سلطة وهيبة الدولة، والاعتداء على عناصر قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) وإحراق إحدى آلياتها في محاولة لقتل من كان بداخلها من عناصر والاعتداء عليهم، إلى جانب سلب أموال عائدة لنائب قائد القوة من الكتيبة النيبالية وصلت إلى 29 ألف دولار، التي كان يحملها معه في طريق سفره إلى بلاده بعد انتهاء مهامه، وذلك إلى جانب أعمال تكسير وتخريب منشآت عامة وخاصة وإلقاء قنابل حارقة وحجارة على الجيش اللبناني.وتكثف الأجهزة العسكرية في لبنان تحقيقاتها بشأن الاعتداء على قافلة يونيفيل بتاريخ 14 فبراير/شباط الجاري خلال التحرّك الذي نفذه مناصرون لحزب الله على طريق مطار بيروت اعتراضاً على إلغاء السلطات اللبنانية رحلة جوية لطائرة إيرانية تحمل ركاباً لبنانيين، كانت قادمة من طهران، وذلك ربطاً بتهديدات إسرائيلية بقصفها.وقالت مصادر عسكرية لبنانية، أمس الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدد الذين ألقت مخابرات الجيش القبض عليهم تخطى 26، لكن هناك من جرى التحقيق معه ومن ثم تركه بعدما ثبت عدم تورّطه بالاعتداء وهناك من بقي موقوفاً وسيحال إلى المحاكمة بناءً على اعترافه بالاعتداء على الآلية وارتكابه أعمال شغب"، لافتة إلى أنه "حتى الساعة، هناك أربعة موقوفين باعتداء مباشر على يونيفيل، وموقوفَيْن لارتكاب أعمال شغب وتحريض وقطع طريق".وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ "الأرقام قابلة للتغير تبعاً للتحقيقات والإفادات، والبحث لا يزال جارياً للقبض على عددٍ من المشتبه بهم المتوارين عن الأنظار، وقد أظهرت التحقيقات تورطهم في الاعتداء"، لافتة إلى أنّ "التنسيق مستمرّ مع قوات يونيفيل لإطلاعها على آخر المستجدات، فهناك حرص لبناني رسمي على ملاحقة كل المتورطين وتوقيفهم وإنزال العقوبات اللازمة بحقهم".ولفتت المصادر نفسها إلى أن تحقيقات شاملة تُجرى في الحوادث التي سجلت أيام 13 و14 و15 فبراير، أي خلال الاعتصامات التي نُفذت على طريق المطار، ومنها يوم السبت، التي أدت إلى إصابة 23 عسكرياً، ضمنهم ثلاثة ضباط، بجروح مختلفة.في الإطار، قال مصدر في "يونيفيل" لـ"العربي الجديد" إنّ "اثنين من قوات حفظة السلام النيبالية أصيبا في الاعتداء على قافلتهم يوم 14 فبراير أثناء توجهها إلى مطار بيروت، حيث أضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة، وقد وُصفت إصابة نائب قائد القوة بالأكثر خطورة، كونه أصيب بجروح في رأسه تطلبت غرزاً، وقد عاد إلى النيبال ومن المتوقع أن يتعافى تماماً في وقتٍ قريبٍ".وأضاف المصدر أن "يونيفيل على اتصال منتظم مع السلطات اللبنانية لمتابعة القضية، والوقوف عند آخر مستجداتها، وهي تتمسّك بضرورة توقيف المعتدين وإنزال العقوبات بهم باعتبار أنّ ما حصل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللمهمّة السامية التي تقوم بها قوات حفظ السلام في لبنان، وقد يرقى حتى إلى مستوى جريمة الحرب، وهي على تفاؤل بأن السلطات اللبنانية ستقوم بكل ما يلزم من أجل إجراء تحقيق شفاف وإحالة المعتدين إلى العدالة".وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون شدد على أنّ المعتدين على موكب يونيفيل سينالون عقابهم، طالباً ملاحقة المخلّين بالأمن واعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء. في المقابل، دان حزب الله الاعتداء على قوات يونيفيل مشدداً على رفضه القاطع لأي استهداف لها ولأي مسّ بالممتلكات العامة والخاصة، متهماً عناصر "فوضوية وغير منضبطة" بإحداث فوضى مشبوهة الأهداف.