ترامب يواصل الضغط على أوروبا ويطالبها بشراء المزيد من السلع الزراعية

Wait 5 sec.

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوروبا باستيراد المزيد من السلع الزراعية الأميركية، وذلك ضمن سياسة تكافؤ الفرص، وفق تقرير، اليوم الثلاثاء، في صحيفة "بوليتيكو" الأميركية. ووفق التقرير، فقد طالب ترامب الكتلة بشراء المزيد من السيارات الأميركية والوقود الأحفوري والأسلحة والأدوية والمواد الغذائية حتى تتمكن من خفض الفائض التجاري للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة والذي يبلغ 198 مليار يورو.وأفاد التقرير بأن ترامب اشتكى للصحافيين في فلوريدا في وقت سابق من هذا الشهر، منتقداً العجز الذي تعانيه بلاده في تجارة الأغذية الزراعية مع أوروبا، قائلاً: "إنهم لا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون شيئاً تقريباً، ونحن نأخذ منهم كل شيء.. كميات هائلة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية". وقال ترامب: "المفوضية بوسعها أن تخفض رسومها البالغة 10% على السيارات المستوردة، في حين تستطيع دول الاتحاد الأوروبي أن تشتري كميات أقل من النفط من كازاخستان، وعدداً أقل من الصواريخ من كوريا الجنوبية، ودفعات أصغر من الأدوية من سويسرا".ووفق التقرير، فإن هناك مجموعة من العوائق المتعلقة بالطهي والصحة النباتية والسياسية تعترض الطريق أمام استيراد أوروبا لمعظم المواد الغذائية الأساسية الأميركية، من لحم البقر من تكساس ودجاج كنتاكي إلى حليب ويسكونسن وقمح كانساس. ثم هناك حقيقة أن مفوضي الاتحاد الأوروبي الجديدين للزراعة ورعاية الحيوان، كريستوف هانسن وأوليفير فارهيلي، يريدان تنظيم واردات الأغذية الزراعية بشكل صارم. وقد يكون ذلك بمثابة حبة دواء مريرة يجب على الرئيس أن يبتلعها. وربما لن يتمكن من إجبار أوروبا على شراء السلع الغذائية الأميركية، وفق التقرير. وعلى عكس ما يقوله ترامب، فإن الخلل في تجارة الأغذية الزراعية لا يرجع إلى الرسوم الجمركية غير العادلة وتباين أسعار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولكن إلى جودة المنتجات والذوق الغذائي الأوروبي. وبصرف النظر عن النبيذ الكاليفورني الغريب، ليس لدى الولايات المتحدة العديد من المنتجات المتخصصة التي يمكن التباهي بها. أما أوروبا فهي على النقيض من ذلك، وفق التقرير، إذ إنها عبارة عن فسيفساء من المزارع الصغيرة المتنوعة إقليمياً، ولا يستطيع منتجوها المنافسة في أغلب السلع الأساسية، ولكنهم يتمتعون بميزة في الأغذية التقليدية. على سبيل المثال، تمتلك القارة علامات تجارية "للمؤشر الجغرافي" أكثر بخمس مرات من الولايات المتحدة، وهو ما يسمح لمزارعيها بتحويل المحاصيل البسيطة إلى سلع متميزة. وقال جون كلارك، الذي كان حتى وقت قريب كبير مفاوضي التجارة الزراعية في الاتحاد الأوروبي: "إذا نظرت إلى تركيبة المنتج، فستجده مختلفاً تماماً". يصدر الاتحاد الأوروبي في الغالب منتجات ذات قيمة عالية: النبيذ والمشروبات الروحية واللحوم الباردة وزيت الزيتون والجبن. فالولايات المتحدة تصدر سلعاً منخفضة القيمة، مثل فول الصويا، والذرة، واللوز. وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، أعطى الحصاد السيئ في البرازيل والأرجنتين على الأقل رئيس المفوضية جان كلود يونكر فرصة لتقديم تنازل واضح لواشنطن، وقال إن الكتلة ستشتري المزيد من فول الصويا الأميركي. واحتفل ترامب بسعادة بما كان في الواقع ضرورة مالية للمزارعين الأوروبيين، الذين يحتاجون إلى فول الصويا لتغذية الحيوانات.