وقف أضاحي المغرب... فما هي الأسباب؟

Wait 5 sec.

 لن يؤدي المغاربة شعيرة عيد الأضحى هذا العام بسبب تناقص حاد لقطيع الأغنام والماعز الذي تأثر بالجفاف الذي يشهده المغرب منذ عدة أعوام.وقد دعا العاهل المغربي، محمد السادس، في رسالة إلى المغاربة، تلاها مساء أول من أمس، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال نشرة الأخبار الرئيسية للقناة التلفزيونية الأولى، إلى الإمساك عن إحياء شعيرة عيد الأضحى هذا العام.وقال العاهل المغربي: "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية".يأتي هذا القرار بعد أيام على إعلان وزير الزراعة، أحمد البواري فقدانَ 38 % من القطيع الوطني من الماشية، مقارنة بعام 2016، بسبب توالي سنوات الجفاف التي أفضت إلى تراجع الكلأ في المراعي.وكانت المندوبية السامية للتخطيط الحكومية، أكدت أن أنشطة تربية الماشية في العام الحالي تأثرت بتداعيات تعاقب سنوات الجفاف وبتحديات إعادة تكوين القطيع الوطني، رغم التدابير المختلفة المتخذة لدعم هذا القطاع.وقد أوضح وزير الزراعة أن المغرب عرف منذ سبتمبر/ أيلول تساقطات مطرية هي الأضعف في الثلاثين عاماً الأخيرة، ما أثر على الأنشطة الزراعية وتوفير الكلأ الطبيعي الذي ترتهن له تربية الماشية.وأثر الجفاف على العرض المحلي من الماشية المعدة لتوفير اللحوم، فقد أكد الوزير أن في الأعوام العادية كان يتم تسخير 230 ألفاً من رؤوس الماشية في السنة لتوفير عرض من اللحوم الحمراء، غير أن ذلك العدد انخفض إلى 130 ألف رأس.واستورد المغرب إلى غاية الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري 21800 رأس من الأبقار و124 ألف رأس من الأغنام و704 آلاف طن من اللحوم الحمراء، غير أن الأسعار لم تخفض، حيث أكد وزير الصناعة والتجارة رضا مزور، إلحاق 18 من المضاربين أضراراً كبيرة بالسوق.ارتفاع أسعار الأضاحي في المغربوارتفعت أسعار الأضاحي في العام الماضي بحوالي 30%، رغم تأكيد وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تجاوُزَ العرض للطلب. فقد قدر العرض بـ7.8 ملايين رأس، بينما لم يتعد الطلب سنوياً 6 ملايين رأس.واتخذت الحكومة في العام الماضي قراراً يقضي بتوفير دعم جزافي عن كل رأس من الأغنام المستوردة، حددته في حدود 50 دولاراً حيث إن عملية الاستيراد استغرقت بين منتصف مارس ومنتصف يونيو الماضيين.واشتكت الأسر في العام الماضي من ارتفاع أسعار الأضحى التي راوحت بين 350 و800 دولار للرأس رغم دعم الدولة للاستيراد، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الوسطاء والمضاربين.ويستوعب عيد الأضحى 30 % من إنفاق الأسر السنوي على استهلاك اللحوم. تلك نسبة ترتفع إلى 41 % لدى 10 % من الأسر الأقل غنى و23 % لدى 10 % لدى الأسر الأكثر غنى.ضخ عيد الأضحى، بحسب تقديرات أجرتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في العام الماضي، 1.4 مليار دولار في خزانة المربين في المغرب، غير أن ذلك الرقم لا يعكس تحويل إيرادات صافية إلى المربين، بسبب تدخل المضاربين والوسطاء في السوق.