أعلن "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، اليوم السبت، أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو سيكون مرشحاً وحيداً في الانتخابات الداخلية التي سيجريها الشهر المقبل لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت نائبة رئيس الحزب، غول تشفتجي، إن إمام أوغلو حظي بامتياز الترشح وحده في الانتخابات الداخلية للحزب، في وقت أعرب فيه رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش عن استعداده للترشح في حال وجود مطالب شعبية تدعوه إلى ذلك.وأوضحت في بيان صدر عنها أن الانتخابات الداخلية ستجري في 23 مارس/آذار المقبل، فيما ستبدأ مرحلة طباعة الأوراق الانتخابية بعد يومين، مضيفة أنّ قيادة الحزب أُبلغت بأن إمام أوغلو هو المرشح الوحيد الذي حقق الشروط المطلوبة. ومن المنتظر أن يشارك أكثر من مليون ونصف مليون عضو في حزب الشعب الجمهوري بهذه الانتخابات الداخلية التي تجري للمرة الأولى، رغم تبقي 3 سنوات للانتخابات الرئاسية المقبلة.بحسب وسائل إعلام محلية، فإن إمام أوغلو حسم الانتخابات الداخلية، وينتظر أن يعلن نهاية الشهر المقبل إطلاق حملته، ويفتتح مكتباً له في أنقرة مع مواصلة مهامه في بلدية إسطنبول، ورئاسة اتحاد بلديات تركيا. وبينما يبدو الطريق معبداً أمام إمام أوغلو للترشح باسم حزب الشعب الجمهوري، برز موقف جديد من رئيس بلدية أنقرة يظهر عمق التنافس الداخلي، حيث كان ينوي إمام أوغلو ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال إجراء انتخابات داخلية بينهما، لكن ياواش رفض ذلك.وخلال فعالية في أنقرة اليوم السبت، قال ياواش: "انتهت أمس عملية التقديم للانتخابات التمهيدية، لست ضدها، بل هي مرجع لصنع القرار في الحزب، ولكن لا يجب على الحزب أن يهدر طاقته وأجندته على هذا حالياً، ما يدفع بقية الأولويات في الأجندة إلى الوراء". وأضاف: "لم يعد لدي حق الترشح حالياً، ولكن عندما يأتي يوم الانتخاب نرى ما يقرره الشعب، وإن كان هناك أي طلب بخصوص الترشح سأعمل على تقييم ذلك، دون أن أفتعل انقساماً داخل الحزب أو اختلافاً بالرأي، كل شيء سيكون بوقته".ويلقي موضوع التنافس والترشح بظلاله على حزب الشعب الجمهوري المنتشي بفوزه بالانتخابات المحلية قبل عام وتصدره نتائجها، وتوقعه الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، سواء في موعدها أو في حال تقديمها كما تضغط المعارضة.من جهة أخرى، أعلنت النيابة العامة في إسطنبول اليوم فتح تحقيق جديد بحق رئيس بلدية إسطنبول بخصوص تهم تزوير في شهادة جامعية، مع استدعائه للإدلاء بإفادته الأربعاء المقبل. وجاء في بيان النيابة العامة: "أطلقت تحقيقات بناءً على تقرير أعده مجلس التعليم العالي بشأن تزوير شهادة الجامعة لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، الذي يتضمن النتائج المتعلقة بتزوير شهادة الشخص، تمت دعوته إلى مكتب المدعي العام في إسطنبول مع استدعائه للإدلاء ببيانه في نطاق الجريمة المحددة في المواد 204 وما يليها من قانون الجرائم الإلكترونية التركي في 26 فبراير المقبل".وهذه الدعوى السادسة من نوعها التي يواجهها إمام أوغلو لأسباب مختلفة، حيث أدين ابتدائياً بالسجن ومنع العمل السياسي في عام 2022، وهي القضية التي لم تحسم بعد بشأنها محكمة الاستئناف. واعتبر زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال أن إمام أوغلو سيخرج منتصراً في هذه الدعاوى، فيما لم يصدر أي تعليق من الأخير. وأضاف أوزال في معرض رده على أسئلة صحافيين حول التحقيق الجديد: "رفعوا 5 دعاوى حظر سياسي لهزيمة أكرم إمام أوغلو، ما يظهر مدى خوفهم منه، وكأن ذلك لم يكن كافياً، كانت السادسة تتعلق بشهادته التعليمية، لكنه سيفوز بها".وتطالب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة بسبب الأوضاع الاقتصادية وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، فيما يرفض الأخير هذا الأمر. وزاد التنافس السياسي في تركيا عقب الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس من العام الماضي، واحتل خلالها حزب الشعب الجمهوري المرتبة الأولى في تفوق نادر أمام حزب العدالة والتنمية بعد 22 عاماً من فوزه بجميع الانتخابات.