نجحت الصناعات الدفاعية التركية بفتح أبواب جديدة للتصدير إلى دول الخليج وإفريقيا، من خلال شراكتها مع شركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة – ميتكو” التي تنشط في تنفيذ مشاريع البنية التحتية بالمملكة العربية السعودية.وتسعى شركة “باي غلاطة” التركية التي تتخذ من إسطنبول مقرًا لها، إلى إيصال منتجات الصناعات الدفاعية التركية للأسواق غير المستكشفة عبر التعاون مع مجموعة واسعة من المصنعين المحليين.وتعمل الشركة التركية على تصميم وتطوير حلول مبتكرة من خلال دمج المعدات والمنتجات المحلية مع أنظمة التصميم والنمذجة والتكامل والبنية التحتية للبرمجيات.من جهتها، قررت شركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة ” – تعمل في قطاعات متعددة داخل السعودية – دخول مجال الصناعات الدفاعية عبر عقد شراكة مع “باي غلاطة” التي ستتولى عمليات التسويق والمبيعات والإنتاج لمنتجات الصناعات الدفاعية التركية داخل المملكة.وفي الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، شهد مركز إسطنبول للمعارض تنظيم معرض “ساها إكسبو 2024” للصناعات الدفاعية والطيران، بمشاركة ألف و478 شركة من أكثر من 120 دولة، وبحضور 178 وفدًا أجنبيًا للمشتريات و312 وفدًا رسميًا، بينهم 25 وفدًا وزاريا.وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدت عقب معرض “ساها إكسبو 2024″، تم التوصل إلى اتفاق بين شركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة” وشركة “باي غلاطة”، لتوسيع نطاق التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية.وظهرت أولى نتائج التعاون خلال أنشطة معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “آيدكس 2025” الذي أقيم في أبوظبي ويُعد واحدًا من أضخم الفعاليات الدفاعية على المستويين الإقليمي والعالمي.خلال المعرض “آيدكس 2025” عرضت شركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة” مجموعة من منتجات الصناعية الدفاعية التركية التي تمثلها “باي غلاطة” داخل جناحها في المعرض المشار إليه.** توسّع نحو الأسواق الخليجية والإفريقيةوفي حديثه للأناضول، أوضح ماجد ذهبي، مدير الحوكمة الاستراتيجية والاتصال بشركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة” أن الشركة كانت تخطط منذ فترة للدخول إلى قطاع الصناعات الدفاعية، ورأت أن التعاون مع شركة “باي غلاطة” هو الخيار الأنسب، نظرًا للتطور الذي تشهده الصناعات الدفاعية في تركيا.وأشار ذهبي إلى أن التعاون مع “باي غلاطة” يهدف إلى تصدير مجموعة من منتجات الصناعات الدفاعية إلى دول الخليج وإفريقيا، تشمل الأنظمة المسلّحة وغير المسلّحة غير المأهولة، وأنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة، والأنظمة الكهروبصرية، وأنظمة التشويش.وكشف ذهبي أن شركة مهمات الشرق الأوسط المحدودة تستعد لتصنيع هذه المنتجات داخل المملكة السعودية، في إطار تعزيز الإنتاج المشترك.وأوضح أن الشركة استحوذت على سبع شركات تعمل في الصناعات الدفاعية، وأبرمت عدة اتفاقيات شراكة مع جهات مختلفة، بهدف توفير مجموعة واسعة من المنتجات الدفاعية الجاهزة للمستخدم النهائي.** فرص كبيرة للتصديربدوره، شدد المدير العام لشركة “باي غلاطة” أونور أرم، على أن شركته بدأت أنشطتها قبل خمس سنوات بهدف إضافة قيمة إلى منتجات الصناعات الدفاعية التركية، من خلال تطوير التكامل البرمجي ومنحه قدرات جديدة لتصديره إلى الأسواق العالمية.وأوضح أرم أنهم يصرّون على استخدام المنتجات المحلية والوطنية في جميع أنشطتهم.وأضاف: “نجحنا بالفعل في إيصال العديد من المنتجات إلى أسواق لم يتم التصدير إليها من قبل. كما تمكنا من تصدير منتجات لم يكن لديها سجل مبيعات خارجية سابقًا”.وتابع: “ومن خلال عمليات التكامل ذات القيمة المضافة والتطويرات البرمجية التي أضفناها، قمنا بزيادة ظهور هذه المنتجات في الأسواق الدولية”.ولفت إلى أن “التحسينات التي أجريناها، لا سيما في مجال الأنظمة الإلكترونية ساهمت في تعزيز دور الذكاء الاصطناعي داخل المنتجات الدفاعية. كما أن إمكانيات الشركات المحلية في مجال مكونات الأنظمة الإلكترونية دعمت جهودنا في هذا الاتجاه”.وأشار أرم إلى أنهم يعملون على مشاريع مهمة في مجال الأنظمة الإلكترونية، بالتعاون مع شركات دفاعية بارزة مثل “متكسن للصناعات الدفاعية” (Meteksan Savunma)، و”أسيس غارد” (Asisguard)، و”أو إم إس” (OMS)، لافتًا إلى أن هذه المشاريع مستمرة في ظل زيادة ملحوظة في عدد الشركات التي يجري التعاون معها.وتحدث أرم عن التطور الكبير في العلاقات بين تركيا والسعودية، مشيرًا إلى أن العلاقات المتنامية بدعم من الرئيس رجب طيب أردوغان شجّعت المستثمرين السعوديين على التوجه نحو تركيا.واضاف: “خلال معرض ساها إكسبو 2024 لمسنا اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين السعوديين بالصناعات الدفاعية، وتعرّفنا بهذا الإطار على شركة مهمات الشرق الأوسط المحدودة، التي سرعان ما تطوّرت علاقتنا معها، وتحولت إلى شراكة ملموسة في هذا المجال”.وأردف: “خلال شهر رمضان (يبدأ مطلع مارس المقبل) سنعلن عن أول مصنع مخصص للإنتاج، وبناءً على الموافقات النهائية من الجهات الرسمية، سنبدأ على الأرجح بالإنتاج المشترك في الرياض، بمجال الحرب الإلكترونية والتكنولوجيا غير المأهولة، وستكون أسواقنا المستهدفة دول الخليج وإفريقيا”.وأكد أرم أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام العديد من شركات الصناعات الدفاعية التركية، مضيفًا: “نحن على قناعة بأن هذا المشروع سيساهم في تمكين المزيد من الشركات، كما سيترك أثرًا إيجابيًا على العلاقات السياسية بين بلدينا”.** دور ريادي في تطوير المدن الذكيةوتعتبر شركة “مهمات الشرق الأوسط المحدودة” التي تمتلك مشاريع مهمة في الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة، واحدة من أبرز الشركات المتخصصة في البنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، وتسعى إلى إنشاء مدن أكثر ذكاءً وأمانًا من خلال استثماراتها في مشاريع البنية التحتية الرقمية.وتعتمد الشركة على شراكات محلية وإقليمية ودولية، بهدف تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة، وتوسيع نطاق أعمالها في القطاعات الرائدة والمعتمدة على التكنولوجيا الحديثة.