المستوطنون يسعون إلى بقاء دائم في "قبر يوسف" شرقي نابلس

Wait 5 sec.

شرع المستوطنون في خطوات عملية تهدف إلى وجود دائم في "قبر يوسف"، الواقع شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على الضفة، خاصة شمالها. وتأتي هذه المساعي بعد نحو 20 عاماً من انسحاب جيش الاحتلال من منطقة "القبر" عام 2000.وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، التي كشفت اليوم الخميس عن تحركات المستوطنين في هذا الجانب، أن خطواتهم هذه تعتمد على عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية في شمال الضفة الغربية، وما إذا كان سيعمل في نابلس، وبتنسيق مع جهات في الحكومة. وأوضحت الصحيفة أنه في ظل عملية "السور الحديدي" في الضفة، تقوم شخصيات بارزة في المستوطنات بتعزيز الوجود اليهودي في "قبر يوسف" في نابلس، وأن أحد المبادرين لهذه الخطوة هو الحاخام دودو بن ناتان، رئيس المعهد الديني "بري هاؐرتس" في مستوطنة رحاليم، والذي قُتل ابنه شوفال في الحرب، بالإضافة إلى رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة يوسي دغان، والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي تسفي سوكوت من حزب الصهيونية الدينية.ويُعتبر داغان شخصية مقرّبة من وزراء في حزب الليكود وصاحب نفوذ سياسي بين الناخبين في الحزب، فيما سوكوت عضو في حزب الوزير بتسلئيل سموتريتش، الذي ضم لنفسه العديد من الصلاحيات المتعلقة بالإدارة المدنية في الضفة. ووفقاً للتقديرات، فإن سموتريتش على دراية بالموضوع. وبدأ المستوطنون، الشهر الماضي، بتنفيذ خطوات عملية "تحت الرادار"، منها تنظيم "احتجاجات" كل يوم جمعة عند مفارق قرب مداخل نابلس، وإقامة صلوات. وفي الوقت نفسه، تجري من وراء الكواليس تحركات أمام الجهات الأمنية والمستوى السياسي للمضي قدماً في تثبيت الوجود الإسرائيلي في "قبر يوسف".ويزعم المبادرون الذين يحاولون الاستفادة من العدوان على الضفة أن الوجود اليهودي الدائم في نابلس سيحقق الأمن للمستوطنين وسيخلق ردعاً، ويدّعون أيضاً أنه حتى وفقاً لاتفاقية أوسلو، يمكن إعادة الوجود الدائم، وأن التخلّي عن "قبر يوسف" كان "هروباً من الإرهاب". وكانت الصحيفة نفسها قد كشفت في الآونة الأخيرة أن جيش الاحتلال يعتزم البقاء بشكل دائم في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، بما في ذلك جنين وطولكرم. كما وجّه وزير الأمن يسرائيل كاتس الجيش "للإقامة المطوّلة في المخيمات التي تم تطهيرها".وإذا واصل الاحتلال العملية العسكرية في نابلس أيضاً، فإن خطوة البقاء في "قبر يوسف" ستكتسب دعماً، حيث يعتزم الجيش في بعض الحالات البقاء لفترة طويلة في المخيّمات. وإذا لم تصل العملية إلى نابلس، فستكون هناك صعوبة أكبر في تنفيذ مخطط المستوطنين. وكان جيش الاحتلال قد انسحب في فترة الانتفاضة الثانية عام 2000 من المكان، بعد مقتل جندي. ويحاول المستوطنون منذ ذلك الحين إعادة الوجود الدائم في منطقة "القبر"، وعدم الاكتفاء باقتحامها للصلوات والطقوس التي يقيمونها هناك.وقال يوسي دغان، رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات: "عندما نعود إلى قبر يوسف، سنعيد إنشاء المعهد الديني هناك. هذه رسالة مفادها أن شعب إسرائيل هنا لكي ينتصر. الهروب لا يجلب السلام". وقال النائب الإسرائيلي المتطرف السابق تسفي سوكوت، من جهته، إن "إسرائيل تخلت عن قبر يوسف وتركته لحشد عربي عبث به". وأضاف: "من هناك هربنا لأول مرة من الإرهاب، وقد حان الوقت للإصلاح".