اكتشاف غير مسبوق.. أدق صورة للشمس تكشف عن شبكة خفية من الخطوط المغناطيسية

Wait 5 sec.

استخدم العلماء تلسكوب "دانيال ك. إينوي" الشمسي، الأكبر من نوعه في العالم، لرصد سطح الشمس بدقة غير مسبوقة. وكشفت الصور التفصيلية النقاب عن تفاعلات مغناطيسية دقيقة تعيد تعريف فهمنا لديناميكيات النجم الأقرب إلينا.  Magnetic Curtains on the Sun: NSF Inouye Solar Telescope Reveals Ultra-Fine Striations in Solar Surface • Newswise https://t.co/vkCV60GIcd pic.twitter.com/slXxBdF0Ro— Nirmata (@En_formare) June 3, 2025 ويقع هذا التلسكوب العملاق، الذي يبلغ ارتفاعه 4 أمتار، فوق قمة بركان خامد في هاواي، حيث التقط صورا عالية الدقة تكشف عن ظاهرة فريدة: خطوط مغناطيسية شديدة الدقة تشبه التموجات، بالإضافة إلى حقول مغناطيسية متحركة تظهر كستائر متمايلة تؤثر في مسار الضوء. NSO scientists used the @NSF Inouye Solar Telescope to capture the sharpest view of the Sun's surface, revealing ultra-fine magnetic "stripes" just 20km wide! They observed rippling patterns caused by magnetic fields, offering new clues on solar magnetism.https://t.co/EeMvY3lbZI pic.twitter.com/ncY11PAceg— National Solar Observatory (@NatSolarObs) June 3, 2025 وهذه الملاحظات الدقيقة، التي نشرت مؤخرا في دورية The Astrophysical Journal Letters، تمثل تقدما كبيرا في فهم كيفية تشكل الحقول المغناطيسية الشمسية وتأثيرها على النشاط السطحي للشمس وما يترتب عليه من تأثيرات على الطقس الفضائي.  وقد ركز الباحثون من مؤسسة العلوم الوطنية (NSF) على ظاهرة تسمى "التشققات المغناطيسية"، وهي خطوط ضيقة للغاية يبلغ عرضها نحو 20 كيلومترا فقط، أي ما يعادل طول جزيرة مانهاتن (وهو حجم ضئيل مقارنة بحجم الشمس الهائل)، والتي تظهر على جدران الحبيبات الشمسية، وهي خلايا حمل حراري ضخمة تنقل البلازما الساخنة من باطن الشمس إلى سطحها. وهذه التشققات الدقيقة ليست سوى انعكاس لحركة صفائح مغناطيسية تشبه الستائر، تتحرك وتموج عبر سطح الشمس، حيث يتغير سطوعها بين الفاتح والداكن حسب قوة المجال المغناطيسي الكامن. وباستخدام أداة متخصصة في التلسكوب تسمى "مصور النطاق العريض المرئي" (VBI) في تلسكوب إينوي، تمكن العلماء من عزل هذه الظواهر الدقيقة في نطاق ضوئي خاص يعرف باسم "النطاق-G"، وهو حساس بشكل خاص للنشاط المغناطيسي. وعند مقارنة هذه المشاهدات مع نماذج محاكاة حاسوبية متطورة، وجد العلماء تطابقا مذهلا يؤكد صحة نظرياتهم حول سلوك الحقول المغناطيسية الشمسية. ويشرح ديفيد كوريذزه، العالم الرئيسي في هذه الدراسة، أن هذه الخطوط الدقيقة تمثل بمثابة "بصمات" للتغيرات الطفيفة في المجال المغناطيسي الشمسي. ويضيف زميله هان أوتينبروك أن فهم هذه الظاهرة لا يقتصر على الشمس فحسب، بل يمتد إلى ظواهر مماثلة في أجرام كونية بعيدة مثل السحب الجزيئية، ما يفتح آفاقا جديدة في الفيزياء الفلكية.  وهذه الاكتشافات تأتي في وقت حرج، حيث تقترب الشمس من ذروة نشاطها في دورتها الحادية عشرة، ما يزيد من احتمالية حدوث عواصف مغناطيسية شديدة تؤثر على الأرض. ففي مايو 2024، شهد كوكبنا عاصفة مغناطيسية من الفئة G5 (الأعلى تصنيفاً) تسببت في اضطرابات في شبكات الطاقة وظهور أضواء شفقية خلابة، بالإضافة إلى تأثيرات ملحوظة على الأقمار الصناعية بسبب التغيرات في كثافة الغلاف الجوي العلوي. ورغم أن الشمس تبعد عنا بنحو 150 مليون كيلومتر وتدرس منذ قرون، إلا أن هذه الأرصاد الحديثة تثبت أن هناك الكثير مما نجهله عن نجمنا. فمن خلال مواصلة دراسة هذه التفاعلات المغناطيسية الدقيقة، يأمل العلماء في تحسين قدرتهم على التنبؤ بالطقس الفضائي وفهم آليات الانفجارات الشمسية التي قد تؤثر على تقنياتنا الحديثة وحياتنا اليومية على الأرض.المصدر: Gizmodo