هجرة عسكية للسودانيين من مصر وارتّفاع أسعار التذاكر

Wait 5 sec.

وكالات: باج نيوزارتفعت أسعار تكلفة تذاكر السفر بين القاهرة والخرطوم، بما يزيد عن الضعف خلال اليومين الماضيين، متأثرة بعودة مجموعات كبيرة من السودانيين المقيمين في مصر إلى بلدهم، مع حلول عيد الأضحى.شهدت أسعار تذاكر العودة من القاهرة والإسكندرية إلى العاصمة الخرطوم مباشرة زيادة من 2000 جنيه مصري خلال شهر مايو/أيار إلى 4500 جنيه دفعة واحدة منذ مطلع يونيو/ حزيران الجاري.في جولة ميدانية لـ”العربي الجديد” بين مراكز تجميع المسافرين السودانيين من العاصمة المصرية، وسط وشرق العاصمة القاهرة، على مدار اليومين الماضيين، رصدت تضاعف عدد حافلات نقل الركاب من متوسط 80 إلى 300 حافلة يومياً، بالإضافة إلى زيادة عدد الحافلات من الإسكندرية والأقصر وأسوان، حيث تتمركز تجمعات السودانيين الذين وفدوا إلى مصر، عقب اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش والحكومة السودانية، عام 2023، والتي أدت إلى فرار نحو 4 ملايين سوداني تجاه الحدود المصرية.وافقت السلطات المصرية على تشغيل نحو 300 حافلة لنقل السودانيين من مصر إلى السودان بدلاً من 80 حافلة يومياً، تبدأ بعضها من العاصمة وشمال البلاد الإسكندرية تتجه إلى معبر أرقين البري وأخرى من الأقصر وأسوان بجنوب الوادي تتجه إلى معبر قسطل لخدمة العائدين من جنوب مصر. 500 ألف سودانييتوقع مسؤولون في السفارة السودانية بالقاهرة، أن يصل عدد العائدين على مدار الشهر الجاري نحو 500 ألف سوداني، في حركة نزوج معاكسة هي الأكبر من نوعها منذ اندلاع المعارك العسكرية في السودان.ويقول منظم الرحلات من مركز تجميع الركاب بشارع محمد فريد وسط القاهرة، يوسف آدم، لـ”العربي الجديد” إن ارتفاع أسعار العودة خلال الأيام الماضية، بسبب زيادة الإقبال على السفر، ووضع السلطات المصرية شروطَ أن تكون الحافلة التي تقل الركاب حديثة ومكيفة الهواء، ومجهزة في أغلبها بدورات مياه ووسائل الراحة للمسافرين، وعدم ركوب أكثر من 40 فرداً في الحافلة سعة 55 مقعداً، لترك مساحات واسعة أمام المسافرين، تحقق راحتهم داخل السيارة، مع منحهم فرصة لنقل كل أمتعتهم بداخل السيارة.ويشير آدم إلى أن الشروط الجديدة منحت الحافلات فرصة نقل الركاب مباشرة إلى الخرطوم، من دون توقف لتغيير الحافلة، عند عبور الحدود المصرية، مبرراً زيادة السعر بأن الحافلات المصرية ستعود بدون ركاب في رحلات العودة، بما يحمل الشركات تكاليف هائلة. ينبّه آدم إلى أنه رغم زيادة أسعار الرحلة، يظل اختيار تلك الحافلات الجديدة الأكثر طلباً من المسافرين الذين لن يضطروا إلى التوقف عدة مرات أسوة بما كان يجري في السابق، عند منافذ الوصول في أسوان أو جنوب أبو سمبل والتحرك على مراحل، وهي رحلة كانت تستغرق عدة أيام، بينما لا تزيد عن يومين حالياً لقطع مسافة تصل إلى نحو 2000 كيلومتر من شمال مصر إلى العاصمة السودانية الخرطوم.ودفع ارتفاع أسعار تذاكر السفر المفاجئ الخمسيني حسن المكي إلى طلب تخفيض على رسوم السفر لعائلته التي تتكون من زوجة و3 أبناء، إذ خطط منذ أسابيع لعودة جماعية إلى مسكنه بمنطقة أم درمان.في حديثه مع “العربي الجديد” أكد المكي حرصه على العودة إلى بلده بسرعة بعد أن أضناه العيش في مصر طوال العامين الماضيين، عانى فيهما صعوبات في الحصول على إقامة نظامية، وتعليم أبنائه في مدراس عامة مصرية أو سودانية، بما دعاه للاستجابة إلى نداء الأهل في الخرطوم بالعودة السريعة من مصر، بعد تلقيه تطمينات باستقرار الأوضاع الأمنية، واستعادة النظام العسكري الحاكم السلطة على العاصمة وأم درمان والمناطق المحيطة بهما.ويشير المكي إلى أن كثافة الأعداد الكبيرة الراغبة في العودة إلى الخرطوم، ترجع إلى انتهاء العام الدراسي في مصر، ورغبة العائدين في قضاء عيد الأضحى بين أهلهم الذين افترقوا عنهم لفترات طويلة، منبّهاً إلى رغبته في دمج أبنائه بالمدارس النظامية بالخرطوم، التي ستعيد تسجيلهم في امتحانات أخرى تساعدهم على تخطي العام الدراسي الذي فقدوه من قبل أثناء وجودهم في مصر أو على الأقل قبولهم في العام الدراسي الجديد لعام 2025/ 2026.في تصريحات صحافية القنصل العام لجمهورية السودان في مصر السفير عبد القادر عبد الله أكد أن عودة السودانيين من مصر شهدت تزايداً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، منبّهاً إلى أن العودة ترتبط بتحسن الأوضاع الأمنية في السودان، خاصة بعد تمكن الجيش من سحق قوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان، وولاية الجزيرة، بما شجع العديد من الأسر على العودة إلى وطنهم.