وجدي كاملنموذج رئيس الوزراء وصَحبهِ الميامين من غير الكوادر المدسوسة، والمُعيَّنين كوزراء، ومنهم الوزير المعين للصحة، نموذجٌ غالبًا ما سيستقيل في منتصف الطريق، او قبله ليخلق جلبةً لنفسه، كما اعتاد بوسائل متعددة في تاريخه الشخصي. سيحاول الاعتداء على الأضواء نفسها مرةً أخرى، بادّعاء بطولةٍ زائفة، ولكن لن يغفر له عاقلٌ أو محترمٌ وقتها ما فعل.فقد سعى بكل ما يملك من علاقاتٍ ولوبي مدفوع الأجر لبلوغ الوظيفة العامة، أو بالأحرى لانتهاكها، وهو فسادٌ يُضاف إلى فسادٍ جبل عليه بطرق متعددة. سيبر. بانه لم يكن على تمام العلم بالبيئة السياسية التي سيعمل فيها، باعتبارها ليست الراعي الرسمي للحرب.نعم، سيتنكر لكل تلك الحقائق التي تجاهلها عمدًا، مدفوعًا بمرضٍ في نفسه لم يخفَ على أحد. وسيخرج لنا قائلًا: لقد اكتشفتها! لقد اكتشفتها! وإني لنادمٌ أشدّ الندم.هكذا هي تراكيب وطبائع العابدين لذواتهم، يدّعون محبة المجموع ونُصرة قضاياه، وهم لأنفسهم ناصرون.الكفاءة العلمية والمهنية ليست بضاعةً في السوق السياسي تُباع وتُشترى، بل موقفٌ وطنيٌّ نزيه تجاه القضايا، وتقديرٌ دقيق للظرف السياسي المناسب لتقديم الخدمة العلمية والمهنية، إذا كان هناك إجماعٌ على تفوّق فائدتها ومنافستها للمتنافسين.الذين يتناسون ذلك عمدًا، ويحاولون الغش بمقتضيات الوطنية والواجب والتضحية، ويبرّرون ذلك بأنّ الوقت قد حان لتسديد “الدَّين للوطن الذي علّم وربّى”، إنما يخدعون أنفسهم بالأساس، ويفضحون وعيهم البائس بافتراض أن هناك من ستنطلي عليه كذبتهم.ما أرخصهم من بشر! وما أتعسنا بلزوجتهم وسيولتهم القاسية!نشكو من السيطرة المطلقة للمهازل على المجال العام.هذه ليست حربًا واحدة، إنها حروبٌ كثيفة بوجوهٍ ولغاتٍ متنوعة، والمحترمون صاروا أقلية.The post عنه وعنهم، خَسِئت تجارتهم appeared first on صحيفة مداميك.