ترند مميت على مواقع التواصل: "الأطفال سيتعرضون للقتل"

Wait 5 sec.

تتسبب ترندات خطيرة محتملة على مواقع التواصل الاجتماعي في تعريض الأطفال -وربما أصحاب المنازل- للمشاكل هذا الصيف بالولايات المتحدة، في ظل العطل المدرسية. اثنان من هذه الترندات تحديدا ينتشران بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما تحدي "UrbanEx" أو "الاستكشاف الحضري"، وتحدي "ركل الأبواب".وقالت تيتانيا جوردان، مديرة التسويق والرئيسة التنفيذية لشؤون الأهل لتطبيق "Bark Technologies" للرقابة الأبوية، لقناة "Fox News Digital": "هناك ترند جديد كل يوم... تذهب إلى صفحة 'For You' (من أجلك)، وترى ما هو الرائج. وبعد وقت قصير، سترى محتوى من إنتاج الأطفال، وهذا بحد ذاته إشكالي. الكثير من الأطفال دون سن الـ13... قانونيا لا يُسمح لهم حتى باستخدام مواقع التواصل".وأوضحت أن تحديات مواقع التواصل تدفع المستخدمين لإنشاء المزيد من "المحتوى الذي يثير التفاعل"، والذي "يحمل مكونات فيروسية، ويعود للظهور مرارا وتكرارا بفضل الخوارزميات".وأضافت: "هذا النوع من المحتوى سيحصل على إعجابات، تعليقات، ومشاركات. وسيشجع الأطفال على تقليده لأنه يمنحهم الشهرة... أي تحدٍ كهذا، الأطفال لا يفكرون: 'هل هذا الفعل صحيح؟ هل هو آمن؟' بل يفكرون: 'أنا أريد التقدير'، وسيتعرض الأطفال للقتل. أعني، شخص واحد فقط يحمل سلاحا ويُركل بابه من قِبل طفل، وسنكون أمام عنوان مأساوي جديد على المستوى الوطني".تحذر وكالات إنفاذ القانون في أنحاء البلاد من كلا الترندين، الأول يشجع المستخدمين على استكشاف مبان مهجورة، والثاني يدفعهم لركل أبواب غرباء.ورغم أن تحدي ركل الأبواب موجود منذ سنوات، أصدرت عدة وكالات تحذيرات جديدة، مما يشير إلى تزايد محتمل في الانتشار خلال هذا الصيف.مؤخرا، حذرت إدارة شرطة في أوهايو من هذا التحدي، قائلة إنها تحقق في أربع حوادث وقعت في بلدة بايسفيل.وقالت شرطة بايسفيل في منشور على "فيسبوك": "بدأت تقارير عن ركل أبواب منازل بالوصول خلال ساعات منتصف الليل. وقد جمعت الشرطة أدلة من الأحياء تشير إلى أن ترنداً على مواقع التواصل يُعرف باسم 'تحدي ركل الباب' يقف وراء هذه الأفعال. المشتبه بهم لا يدخلون المنازل، بل يركلون الأبواب الأمامية ثم يفرّون من المكان".وأشارت شرطة بايسفيل إلى أن السلطات تجمع أدلة مادية من أماكن وقوع هذه الجرائم، بما في ذلك لقطات فيديو.وصرحت رئيسة شرطة بايسفيل، دالتون دولان، لـ"Fox News Digital" بأن تحديات ركل الأبواب تنقل لعبة "دق واهرب" إلى مستوى جديد، خاصة في ولايات تسمح بالدفاع المسلح عن النفس مثل أوهايو.وأكمل دولان: "إذا شعر الشخص أن حياته أو حياة أحد أفراد عائلته مهددة، يمكنه استخدام القوة المميتة في الحال... على سبيل المثال، إذا كُسر باب في منتصف الليل، وكان صاحب المنزل يعتقد أن من دخل قد يؤذيه، فسيطلق النار عليه إذا كان يملك سلاحا قريبا. وفي جنوب شرق أوهايو... رأينا هذا يحدث من قبل".وذكر دولان أيضا أن مجرد دخول قدم الشخص إلى داخل منزل شخص آخر عبر ركل الباب يمكن أن يُعتبر تهمة سرقة بالإكراه، إلى جانب تهمة التعدي على الملكية.ولفت إلى أن أصحاب المنازل الذين يدافعون عن أنفسهم باستخدام السلاح قد يواجهون إجراءات قانونية طويلة ومعقدة.واستطرد: "وظيفتنا ستكون: إذا أطلق صاحب المنزل النار على شخص كسر باب منزله، فسنُجري تحقيقا في الأمر. بالطبع، سنصادر السلاح المستخدم كدليل، ونأخذ إفادات وتقارير وفحوص طبية وصور وقياسات... ثم نُحيل الملف إلى مكتب الادعاء في مقاطعة غيرنسي، والذي يمكنه أن يعتبرها جريمة قتل مبررة أو يحيلها إلى هيئة محلفين كبرى".في ولاية بنسلفانيا، حذرت شرطة فليتوود في 8 يونيو من أن "تحدي ركل أو طرق الأبواب على "تيك توك" يشجع الأطفال والمراهقين على تصوير أنفسهم وهم يطرقون أو يركلون أبوابًا عشوائية، غالبا في وقت متأخر من الليل".وكتبت الشرطة: "بينما كانت لعبة 'دق واهرب' علامة على المشاكسة الطفولية لعقود، إلا أن شباب اليوم نقلوها إلى مستوى أكثر خطورة عبر ركل الأبواب والتسبب بأضرار. وإلى جانب التكاليف المادية التي يتحملها أصحاب المنازل لإصلاح الأضرار، هناك احتمال أن يتعرض الطفل لأذى خطير أو يُقتل على يد شخص يعتقد، خاصة في منتصف الليل، أن منزله يتعرض للسطو، فيقرر الدفاع عنه باعتبار أن هناك تهديدًا وشيكًا للحياة والممتلكات".وقالت شرطة "فلور ماوند" وشرطة "أوك هاربر" في واشنطن إنهما لاحظتا أيضًا انتشار الترند على "تيك توك".وأصدرت شرطة فورت وورث في تكساس تحذيرا مشابهًا مؤخرا. وقالت: "تم الإبلاغ عن هذا الترند في أنحاء البلاد، بما في ذلك هنا في تكساس. من الضروري أن يدرك من يشاركون في هذا الترند أنه حتى لو لم تحدث سرقة أو جريمة، فإن هذا التصرف غير قانوني ويُعد تخريبا، وقد يؤدي إلى توجيه تهم جنائية. والأهم من ذلك، قد يُفهم على أنه محاولة اقتحام، مما قد يؤدي إلى ردود فعل دفاعية أو خطيرة من قبل أصحاب المنازل".وحثّت الشرطة الأهل على "مناقشة مخاطر وعواقب مثل هذه الترندات مع أطفالهم"، مضيفة أن "ما يبدو كمزحة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أو مخاطر حقيقية".في الوقت نفسه، تصدّر ترند آخر يُعرف باسم "UrbanEx" العناوين مؤخرا، حيث أدى إلى سجن مستخدمي مواقع تواصل شاركوا فيه. يشجع هذا "التحدي" المستخدمين على استكشاف مبانٍ مهجورة، من مدارس وكنائس إلى مراكز تجارية وترفيهية.وقد أعلنت شرطة مقاطعة هاريس – القطاع الأول في تكساس – مؤخرا عن اعتقال ثلاثة شبان يبلغون من العمر 18 عاما، بتهمة التعدي على استاد "أسترودوم" في هيوستن، المغلق منذ عام 2009.وذكرت  الشرطة أن رجال الأمن في المكان رأوا الشبان يدخلون الملعب قرب منتصف الليل، ولاحقًا شوهدوا وهم يركضون في ساحة وقوف السيارات ويتسلقون سياجًا. ويواجه الشبان تهم التعدي على ممتلكات الغير.وصرح  ألان روزن، قائد القطاع الأول في الشرطة، في بيان بتاريخ 10 يونيو، بالقول: "التسلل إلى مبانٍ تاريخية مغلقة أمر خطير. أنتم تخاطرون بأنفسكم وبأرواح فرق الإنقاذ، وهذا غير قانوني".وقد حصد مقطع فيديو نُشر بتاريخ 8 يونيو يظهر داخل ملعب أسترودوم، عبر حساب "Urbex.tx" على "تيك توك"، ما يقرب من 845 ألف مشاهدة.في العام الماضي، تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 23 عامًا يُدعى غييرمو ليفلور، معروف على "تيك توك" باسم "Urbex Tarzan"، بعد أن اتُهم بالتعدي على ممتلكات خاصة أثناء استكشاف أنفاق بخارية. ولم تكن هذه أول محاولة له في تنفيذ حيلة خطيرة لأجل الشهرة على وسائل التواصل، إذ اتُهم سابقا بمحاولة تسلق متحف ميلووكي للفنون، حسبما أفادت "FOX 6 Milwaukee".وأوضح آري لايتمَن، أستاذ الإعلام الرقمي والتسويق في كلية هاينز بجامعة كارنيجي ميلون، لـ"Fox News Digital" أن ترندات مواقع التواصل تشبه ألعاب "الحقيقة أم التحدي" القديمة، ولكن "بنسخة مضاعفة ومضخمة".وتابع: "أنت الآن تصل إلى عشرات الآلاف من الأشخاص. أنت لا تتحدى أحدًا وجهًا لوجه"، مردفا: "لماذا يفعلون ذلك؟ هل فقط للحصول على إعجابات؟ وهذه الإعجابات قد تتحول إلى متابعين، والمتابعون قد يجلبون معلنين، والمعلنون قد يعينون أرباحا للبعض؟ هل هذا حتى حقيقي أم أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي؟"يدافع بعض مؤيدي ترند "UrbanEx" بالقول إنه يسلط الضوء على مبان تاريخية تم التخلي عنها وتُركت لتنهار، فيما يدعو العديد من مستخدمي مواقع التواصل قادة المدن المحلية لإعادة إحياء مدارس ومنازل وكنائس وأماكن فعاليات مهجورة.وبينت جوردان: "مجرد انعدام الاحترام العام بين الأطفال اليوم – سواء لممتلكات الآخرين في الفصول الدراسية أو لمشاعر الناس – هو مشكلة كبيرة. إنهم يفتقرون إلى التعاطف والاحترام لأنهم يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات ولا يفهمون المشاعر الإنسانية الواقعية".وقد نصحت الآباء بالانضمام إلى مجموعة على فيسبوك تُدعى "Parenting in a Tech World"، حيث "يتم تبادل أحدث الترندات من قِبل آباء يعيش أطفالهم هذه التجارب في الوقت الحقيقي". كما نصحت الأهل بالتحدث بصراحة وهدوء مع أطفالهم حول ما يرونه على الإنترنت، والبحث على غوغل عن الترندات المنتشرة.وأكملت: "ربما يلعب طفلك لعبة "Roblox" وأنت تعتقد أنها غير آمنة. ابحث على غوغل عن مخاطر "Roblox". أظهر لطفلك كيف تعرض أطفال آخرون للأذى على يد بالغين تم استدراجهم عبر تلك المنصة، حتى يدرك أنك لست فقط تبالغ في الحماية".وختمت بالقول: "كل ما يمكنك فعله هو إجراء محادثات صادقة وهادئة معهم، لا أن تتحدث إليهم أو تتحدث عليهم، بل اسألهم عما شاهدوه. ما رأيهم؟ ما مخاطر التجول في مبنى مهجور وتصويره؟ ربما يقولون إنهم لا يعرفون، وهذا بحد ذاته يمكن أن يفتح بابًا للنقاش".المصدر: "نيويورك بوست"