وجّه رئيس جمهورية أرمينيا، فاهاغن خاتشاتوريان، دعوة إلى تركيا لتسريع عملية السلام، قائلاً: “لنفتح صفحة جديدة دون شروط مسبقة”. كما أشار إلى أن اتفاقية سلام مع أذربيجان، تتضمن اعترافًا متبادلًا بوحدة الأراضي، باتت وشيكة، موجّهًا بذلك رسالة واضحة إلى كلا البلدين.وفي مقابلة مع صحيفة El País الإسبانية، أعلن خاتشاتوريان أن الاتفاق الذي من شأنه إنهاء صراع دام أكثر من 30 عامًا مع أذربيجان قد يتم توقيعه قريبًا، مضيفًا: “كلا البلدين بحاجة إلى السلام؛ هذا الاتفاق سيفتح صفحة جديدة في علاقاتنا”.“الاتفاقية ستوقَّع ونحن واثقون”أكد الرئيس الأرميني أن العنصر الأهم في اتفاقية السلام يتمثل في الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي، قائلاً:“استغرق التوصل إلى هذا الاتفاق وقتًا طويلاً، وهو تطور إيجابي في عدة قضايا. لكن الأهم من كل شيء هو الاعتراف بوحدة الأراضي من كلا الجانبين”.ورغم امتناعه عن تحديد موعد توقيع الاتفاق، شدد على حساسية المرحلة الحالية قائلاً:“هذا موضوع حساس للغاية، ومن المهم في هذه المرحلة التزام الصمت. لكننا متفائلون جدًا بإمكانية توقيع الاتفاق. فكلا البلدين في أمسّ الحاجة إلى السلام”.رسالة واضحة بشأن قره باغوفي ما يتعلق بوضع إقليم ناغورني قره باغ، قال خاتشاتوريان:“قره باغ كان دائمًا جزءًا من أراضي أذربيجان. لا حاجة للغوص في أعماق التاريخ، إذ قد يُبعدنا ذلك عن مواجهة قضايا الحاضر. لقد أتيحت لنا الفرصة خلال الثلاثين عامًا الماضية، لكننا لم نستغلها كما ينبغي”.دعم للنازحين الأرمن من قره باغتحدث الرئيس الأرميني عن الدعم المقدم لنحو 115 ألف شخص نزحوا من قره باغ إلى أرمينيا عام 2023، قائلاً:“منذ البداية، كان هؤلاء النازحون في صميم اهتمام الحكومة والشعب. نحن نتلقى مساعدات من الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين. إنها كارثة إنسانية، وأكبر تحدٍّ نواجهه هو تأمين المأوى لهم. ونأمل أنه بعد توقيع اتفاقية السلام، وإعادة فتح الحدود، واستئناف التواصل بين الناس، سنتمكن من تضميد جراحهم”.مرحلة جديدة في العلاقات مع تركياعلّق الرئيس خاتشاتوريان على زيارة رئيس الوزراء نيكول باشينيان إلى تركيا في يونيو الماضي، ومسار تطبيع العلاقات بين البلدين، قائلاً:“لفترة طويلة، اعتُقد أنه يمكننا الاستمرار بحدود مغلقة، لكن هذا كان نهجًا خاطئًا. أنا سعيد لرؤية هذا التوجه الإيجابي”، مضيفًا:“نرغب في فتح الحدود دون شروط مسبقة، وإقامة علاقات دبلوماسية قائمة على حسن الجوار مع تركيا”.وردًّا على انتقادات في الرأي العام الأرميني بشأن قبول الحكومة مطالب مفرطة من أذربيجان، قال:“أهم مكسب هو السلام. وإذا تمكّنا من تحقيقه في إطار احترام متبادل لوحدة الأراضي، فإن باقي القضايا قابلة للحل. أما الدخول في نقاشات حول من وافق ومن رفض، فلن يقودنا إلى تسوية أبدًا”.تقارب مع الاتحاد الأوروبيأشار الرئيس الأرميني إلى أن البرلمان صادق في مارس 2025 على قانون يطلق عملية انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، موضحًا:“أغلبية المجتمع تتطلع نحو أوروبا. ووفقًا لاستطلاع مستقل، فإن 65% من الأرمن يؤيدون هذا المسار. نحن مستعدون لتلبية متطلبات الاتحاد الأوروبي”.وعن تغير الأجواء السياسية، أضاف:“لو سألتني في عام 2021، لقلت إن هذه الفكرة غير جدية. أما اليوم، فقد تغيّرت الأجواء بالكامل”.علاقات متوازنة مع روسياتحدث خاتشاتوريان عن العلاقات مع روسيا مشيرًا إلى الروابط التاريخية قائلاً:“لا تزال هذه الروابط قائمة، فهي جزء من ثقافتنا الجماعية. كما أن هناك أكثر من مليوني أرميني يعيشون في روسيا”.وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال:“نحن نعترف بوحدة أراضي جميع الدول، بما في ذلك جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة. ويوجد نحو نصف مليون أرميني في أوكرانيا. نحن مستعدون لبذل كل جهد ممكن لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت”.وفي ما يخص اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الموقّعة في يناير 2025، قال:“الولايات المتحدة أبدت استعدادًا كبيرًا، وهناك تقدم مستمر. ونأمل أن نتمكن قريبًا من الإعلان عن خطوات ملموسة في هذا المسار”.“المشكلة ليست في الكنيسة بل في بعض رجال الدين”وحول توقيف عدد من رجال الدين والمعارضين بتهمة التآمر ضد الحكومة، قال خاتشاتوريان:“المشكلة ليست في الكنيسة، بل في بعض رجال الدين الذين قرروا التدخل في السياسة. دستورنا يفصل بين الكنيسة والدولة. كان لديهم مخطط للاستيلاء على السلطة بالقوة والعنف، وجعل البلاد غير قابلة للحكم. نحن نعيش في ظل حرب هجينة، وندرك حجم التحدي جيدًا”.صحيقة تركيا – ترجمة وتحرير تركيا الان