وقعت حادثة غير اعتيادية في أنطاليا، حيث احتضنت شجرة بلوط عمرها مئات السنين قطعة ضخمة من تابوت حجري قديم ورفعتها بجذعها وكأنها ترفعها في الهواء، وذلك في مدينة “ترميسوس” الأثرية.وأظهرت الحفريات التي تُجرى في إطار مشروع “إرث للمستقبل” الذي تنفذه جامعة أنطاليا للعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية، العلاقة المذهلة التي نسجتها الطبيعة مع الآثار القديمة في الموقع.فقد نمت شجرة بلوط ضخمة بين قطع التوابيت القديمة، وتمكنت بجذعها من رفع كتلة حجرية تزن عدة مئات من الكيلوغرامات. وعلّق رئيس فريق التنقيب، الأستاذ المساعد في جامعة أنطاليا للعلوم، الدكتور مصطفى كوجاك، قائلًا: “ترميسوس ليست مجرد مدينة أثرية، بل هي أيضًا حديقة وطنية. فهنا يتشابك التاريخ مع الطبيعة حرفيًا. وأحد أجمل الأمثلة على ذلك هو ما نراه في هذه الشجرة.”“الشجرة احتضنت قطعة التابوت ورفعتها”وأشار كوجاك إلى النمو الفريد والاستثنائي لهذه الشجرة، التي أُطلق عليها تشبيه “بلوط رفع الأثقال” نظرًا لشكلها الذي يشبه رفع الأثقال، وأضاف: “هذه شجرة بلوط عمرها مئات السنين. نمت فوق بقايا مقبرة أثرية ضخمة. وأثناء نموها، التقطت بشكل عشوائي قطعة من التابوت تزن عدة مئات من الكيلوغرامات من أحد أطرافها ورفعتها. وهي الآن معلّقة على جذع الشجرة.”وأوضح كوجاك أن هناك قطعًا حجرية أخرى أسفل جذور الشجرة، قائلاً: “هذه الأحجار ستبقى هناك. وهذا المثال يجسّد بوضوح كيف أن الطبيعة والتاريخ في ترميسوس اندمجا بتناغم مدهش.”ونوّه كوجاك إلى أن النقطة التي تمسك فيها الشجرة بالتابوت تحتوي على نقوش وزخارف، مضيفًا: “لقد أمسكت الحجر من نقطة رائعة، بحيث بقيت هذه الزخارف محفوظة بعيدًا عن الأمطار. وكأن الطبيعة تقول لنا: انظروا إلى براعة هذا النحات، لقد أبدع. وتُظهر لنا الطبيعة أنه مهما فعل الإنسان، فهي أقوى، قادرة على أن ترفع وتُبرز ما تشاء. الطبيعة تُذكّرنا بلطافة بقيمة الثقافة، وتقول: أنا الأقوى – وهذا صحيح فعلًا.”