كشفت النيابة العامة الليبية بالفيديو عن أن الناشط المدني عبد المنعم رجب المريمي أقدم على الانتحار قفزا من أعلى الدرج بعد لحظات من الإفراج عنه، في دليل قاطع على عدم تعرضه لأي تعذيب. وعرضت النيابة تسجيلات الفيديو داخل مقر نيابة جنوب طرابلس لتؤكد أن الناشط المريمي أقدم على الانتحار لتنتفي بذلك أي شبهة حول تعرضه لأي تعذيب جسدي أو نفسي خلال فترة توقيفه. وأظهرت كاميرات المراقبة – التي أُطلعت عليها عائلة المريمي ومحاموه – أن الناشط دخل دورة المياه بمفرده، ثم خرج بهدوء وتوجه إلى ردهة الاستعلام، حيث سلّم على الحضور، قبل أن يقوم فجأة بالقفز من بين الدرج إلى الطابق الأرضي، في حركة وثّقتها التسجيلات بدقة. وجرى إسعاف المريمي على الفور إلى المستشفى، حيث خضع لعملية جراحية عاجلة لوقف النزيف الداخلي، غير أن حالته الصحية تدهورت، وتوفي مساء الجمعة 4 يوليو 2025. وفي وقت سابق، قبل عرض الفيديو، أكد الأمن الداخلي الليبي عدم تعرض المريمي لأي شكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي أو اللفظي خلال توقيفه وإحالته للنيابة.وحينها، أوضح الجهاز في بيان أن عملية توقيف المريمي جاءت استنادا إلى محضر جمع استدلالات رسمي، فتح في نهاية شهر مايو 2025، بعد ورود معلومات تستدعي التحري القانوني، وتم إخطار مكتب النائب العام بالواقعة قبل الشروع في إجراءات التحقيق الأولية.وأشار جهاز الأمن إلى أن استدعاء المواطن جرى وفق خطة منهجية للاستدلال وجمع الأدلة والتحريات، وبموجب المادة 26 من قانون الإجراءات الجنائية، تم القبض عليه بعد استكمال الاستدلالات، وأُودع في حجرة التوقيف القانونية، مع ضمان معاملته بشكل كريم ومحترم.وبحسب البيان، تم إحالة عبد المنعم المريمي إلى مكتب النائب العام صباح يوم الخميس، الموافق 3 يوليو 2025، عند الساعة الثامنة صباحا، حيث سلمه عناصر الأمن الداخلي وهو في حالة نفسية وصحية ممتازة، وتم توثيق عملية التسليم من خلال نموذج رسمي صادر عن النيابة.واختتم البيان بالتأكيد على أن المسؤولية القانونية لجهاز الأمن الداخلي انتهت تماما بمجرد تسليم الموقوف رسميًا إلى مكتب النائب العام، وأن الجهاز ملتزم بالقانون في كل إجراءاته ولا يملك صلاحية الكشف عن الوقائع المادية المنسوبة إلى المريمي في هذه المرحلة من التحقيقات.المصدر: RT