أدى الزلزال الذي وقع في إسطنبول يوم 23 نيسان بقوة 6.2 درجات، إلى تغييرات واضحة في تفضيلات السكان عند استئجار المنازل، إذ تسبب انقطاع الكهرباء وتوقف المصاعد في المباني العالية في إثارة الخوف بين السكان، ودفعهم إلى التوجه نحو الطوابق المنخفضة، وترك أحلام السكن في الشقق العالية والـ”ريزيدانس”.وبحسب الخبيرة العقارية “شيناي آراتش”، فقد ارتفعت الإيجارات بنسبة 30% إلى 40% في الشقق ذات الطوابق المنخفضة الواقعة في مناطق تعتبر تربتها صلبة وتخضع لمعايير قانون الزلازل، بينما تراجعت الإيجارات في الشقق المرتفعة بنسبة تتراوح بين 10% و17% بسبب عزوف السكان عنها.المناطق القديمة تفقد جاذبيتها.. والطلب يتجه نحو ساريير وزكريا كويوأوضحت “آراتش” أن سكان المناطق القديمة مثل “أفجلار، بيوك شكمجة، بهتشلي إيفلار، باكركوي” بدأوا يبحثون عن منازل جديدة نتيجة شعورهم بالخوف، خاصةً أولئك القاطنين بالقرب من الساحل، حيث بدأ الكثير منهم بمغادرة منازلهم القديمة أو المتصدعة.وأضافت أن الطلب تزايد بشكل ملحوظ على مناطق مثل “باشاك شهير، ساريير، وزكريا كوي” في الجانب الأوروبي، و”بيكوز” في الجانب الآسيوي، حيث بدأت العائلات بالانتقال إلى منازل مستقلة في هذه المناطق.من زينيتبورنو وهالكالي إلى بيشكتاش وشيشليتغيرت معايير البحث عن منازل في إسطنبول، وأصبحت “السلامة الإنشائية” هي الأولوية الأولى. فبحسب آراتش، بدأ سكان زينيتبورنو وهالكالي وكوتشوك تشكمجه، الذين يقطنون في مبانٍ قديمة، بالتوجه إلى مناطق مثل شيشلي وبيشكتاش ومجيدية كوي، حيث توجد مبانٍ حديثة مقاومة للزلازل.هبوط كبير في الإيجارات في أفجلار وزينيتبورنو وبيليك دوزووسلطت آراتش الضوء على تأثير هذا التحول في الطلب على الأسعار، مشيرة إلى أن الإيجارات في مناطق مثل “أفجلار، بيليك دوزو، إسنيورت، وزينيتبورنو” تراجعت بنسبة تصل إلى 30%. أما في “يشيل كوي”، فقد دفع الزلزال السكان إلى تسريع قراراتهم باللجوء إلى التحول الحضري (التجديد العمراني).“لم يعد أحد يسأل عن الطوابق العالية”ولفتت آراتش إلى أن أحد أبرز التغيرات هو اختفاء الطلب على الطوابق العالية حتى في مناطق تعتبر تربتها صلبة مثل “مسلك”، حيث توجد شقق في الطابق 22 على سبيل المثال دون أي استفسار من المهتمين، بالرغم من أن هذه الشقق كانت تؤجر بسهولة في السابق.وأوضحت أن أحد الشقق التي كانت تُعرض للإيجار بسعر 100 ألف ليرة شهريًا، لم يتم تأجيرها إلا بعد خفض السعر إلى 85 ألف ليرة. وقد شهدت الإيجارات في الشقق المرتفعة انخفاضًا بين 17% و18%، لأن السكان الذين عاشوا تجربة الزلزال في الطوابق المرتفعة شعروا به بشكل أكثر شدة، نتيجة انقطاع الكهرباء وتعطل المصاعد.نظام تقييم جديد للقضاء على الأسعار الوهميةكما تطرقت آراتش إلى تطبيق جديد ستدخله مديرية الطابو والمساحة العقارية تدريجيًا حتى عام 2027، تحت اسم “مركز معلومات القيمة”، والذي سيستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد القيمة الحقيقية للعقارات بدقة على مستوى الشارع.وأوضحت أن هذا النظام سيضع حدًا للتلاعب بالأسعار والإعلانات المضللة، إذ سيتمكن أي شخص من معرفة السعر الحقيقي لأي عقار بناءً على بيانات موضوعية.في باشاك شهير.. لم يتبق منزل للإيجار!أشارت آراتش إلى أن الطلب على منطقة “باشاك شهير” تضاعف بعد الزلزال، حيث انتقل العديد من سكان أفجلار إلى “كايا شهير” و”إسطنبول كولي” التي تضم مبانٍ حديثة بُنيت وفقًا للوائح مقاومة الزلازل. وأضافت أن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل كبير، فمثلاً الشقق من نوع 2+1 التي كانت تؤجر سابقًا بـ25 ألف ليرة، ارتفعت إلى 35 ألف ليرة، أما في كايا شهير، فقد وصلت الأسعار إلى 45 ألف ليرة.وختمت بأن الاتجاه الآن أصبح نحو الطوابق المنخفضة والمناطق ذات البنية التحتية الجيدة، مع زيادة في الأسعار بنسبة تتراوح بين 30% و40%، مقابل تراجع في الطلب والأسعار على الشقق المرتفعة.ترجمة وتحرير تركيا الان