ناظورسيتي: متابعة لم يكن البحر هذه المرة مسرحا لحلم بالهجرة، بل تحول إلى ممر للهروب العكسي.. من الحلم إلى الرعب. ثلاثة شبان جزائريين، عالقون بين يأس أوروبا وجحيم الواقع، اختاروا العودة إلى بلدهم سباحة من شاطئ السعيدية المغربي، بعدما فشلت محاولاتهم المتكررة للعبور نحو سبتة عبر الفنيدق. لكن العودة إلى "حضن الوطن" لم تكن سهلة. عند اقترابهم من النقطة الحدودية البحرية، رفع جندي جزائري سلاحه مهددا بإطلاق النار، معتقدا أنهم مغاربة. لحظة كادت تتحول إلى مأساة جديدة تضاف إلى سجل الدم على الحدود المغربية الجزائرية. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); السباح المنقذ المغربي، الذي كان يراقب تحركات الشبان عن قرب، سارع إلى تنبيههم والتواصل معهم. أكدوا له أنهم جزائريون، وأنهم تعبوا من المحاولات الفاشلة للهجرة عبر المغرب، وقرروا أن يعيدهم البحر إلى وطنهم، ربما في محاولة للبدء من جديد. وبينما اقترب السباح المغربي أكثر، تدخلت عناصر الوقاية المدنية بجيتسكي لإنقاذه، خوفا عليه من تجاوز النقطة التي تبدأ فيها البنادق الجزائرية بالحديث. مشهد لا ينسى، يوثقه مقطع فيديو انتشر بسرعة، ويعيد إلى الأذهان الجريمة الباردة التي راح ضحيتها شابان مغربيان في حادثة "الجيتسكي" السنة الماضية. تدخل مغربي هادئ من أحد الجنود منع الكارثة، حين بادر إلى طمأنة نظيره الجزائري بأن هؤلاء العابرين ليسوا "أعداءً"، بل مجرد مواطنين جزائريين يريدون الرجوع. ورغم أن الحادث مر دون دم، إلا أن الرائحة الثقيلة للخوف كانت حاضرة. كيف يشهر السلاح في وجه مواطنين عزل؟ كيف يتحول الجيش من مؤسسة حماية إلى أداة ترهيب؟ في وقت تنقذ فيه السلطات المغربية العالقين، وتتحرك الوقاية المدنية بمنتهى المهنية، يصر النظام الجزائري على منطق الزناد أولا والسؤال لاحقا. وهو منطق بات لا يميز بين مغربي وجزائري، ولا بين تهديد حقيقي وصرخة مواطن ضائع. 🔴 ثلاثة شبان جزائريين قرروا العودة سباحة من المغرب نحو وطنهم، فكان في انتظارهم جنود جزائريين يصوبون سلاحهم وكادت أن تقع الكارثة لولا أن نبههم جندي مغربي!⛔️ حادث يعيد للأذهان مأساة الجيتسكي التي راح ضحيتها سياح مغاربة أبرياء.#الحدود_الجزائرية#الجيتسكي#المغرب#الجزائر pic.twitter.com/PvQ3YG7EVJ— AnfaNews (@AnfaNews) June 7, 2025