في منطقة كوزان بولاية أضنة، يباشر فريق مكون من 14 شخصًا بينهم حدادون محترفون مهمة موسمية تستمر 3 أيام فقط خلال عيد الأضحى، تتمثل في كيّ رؤوس وأرجل الحيوانات التي تُذبح في العيد، لتجهيزها كغذاء شتوي تقليدي.يعمل الفريق لساعات طويلة، تبدأ من السابعة صباحًا وتمتد حتى الواحدة بعد منتصف الليل، في ظروف قاسية حيث تتجاوز درجة حرارة الهواء 35 درجة مئوية، بينما تبلغ حرارة الأفران 100 درجة.200 رأس يوميًا وسط ألسنة اللهبخلال هذه الأيام القليلة، يُنظّف ويُعالج يوميًا نحو 200 رأس وأرجل حيوانات على نار الحطب. يُعد هذا العمل التقليدي جزءًا من طقوس العيد في العديد من المناطق التركية، لكن ما يميّزه في أضنة هو الطابع الجماعي والانضباط الحرفي الذي يشرف عليه عمال ذوو خبرة طويلة.أجور مرتفعة… لكن الحرارة لا ترحمرغم أن الأجر اليومي يتراوح بين 3500 و4000 ليرة تركية ما يعادل نحو 500 ليرة لكل رأس فإنها مهنة متعبة تتطلب صبرًا وتحملًا كبيرين.يقول رمضان ألتونتاش، أحد الحرفيين: “نقوم بهذا العمل الشاق ثلاثة أيام في السنة فقط. حرارة الفرن لا تُحتمل، ومع ذلك نواصل العمل من الصباح حتى منتصف الليل”.“نقش على النار”… خدمة للمواطنين في العيدمن جهته، يوضح مصطفى بولات، أحد معلمي الكي، أن الفريق يقدم خدماته طوال عطلة العيد: “نقابل المواطنين الذين يحضرون رؤوسهم وأرجلهم ونقوم بنقشها وكيّها على نار الحطب. إنها مهمة صعبة في هذا الجو الحار، لكنها تقليد نحافظ عليه رغم كل التحديات”.إرث شعبي يتحدى الزمنرغم تطور أدوات الطبخ والتجميد، لا تزال تقاليد كيّ الرؤوس والأرجل تحظى بإقبال واسع من الأهالي، باعتبارها وسيلة فعالة لحفظ الطعام ونكهاته لأشهر الشتاء، ولأنها تشكل أيضًا طقسًا اجتماعيًا متجذرًا في الثقافة المحلية.عمال الحداد في أضنة لا يحترقون بالنار فقط، بل يُحيون مهنة تصهر الحديد وتحفظ الذاكرة.المصدر: تركيا الآن