الكمنجات تَعقِدُ حاجبيها

Wait 5 sec.

شعر : صلاح الزين بثوب من ليلِ هذا الشتاءألُفُّ ما تبَقّى من أرقٍ وخطيئة أُكَوِّرُهُ أُعَلِّقهُ على ذيلِ رصاصةٍ عجلى لا تخاف العصافير صفيرهاأُقطِّرُ كآبة يومي في قنينةٍ مثقوبةشَرابًا لسرب الحمام لا أستأذن أحدا وأجلس إلى طاولةعند كتف المعنىوالتباس الخياللأكتب لحبيبتي عن سر فتنتهاوقد تخطَّت الأربعين كظهيرة بين غيمتين، تَخطَّتهاأصافح ما بعد أربعينها ولنَخبِها أشرب كأسًا من نبيذأُغافل ذبابةً حطَّت فوق شفةِ ما لم يقله الكلاموبخفةِ دُورِيٍّ أمد يديْ هكذا أمدُّها كما لو كُنتُ أمسح جبين الله وبإصبعِي الوسطىأزيحُ حبَبَ النبيذ عن قمر شفتيهاوكمن يركل الكرةَ الأرضية في هاويةِ مملكة الإله،أُرجِعُ خصلتها، قليلاً، إلى الوراء بقبضتي أشدُّ خاصرة الحنين أرفو رتقَهُ أزمُّ شفتَيْهِ أُخِيِطُهما بإبرٍ خيوطُهامن كرةِ العدملبُرهةٍ أريح تعبي،بصحبة أمي، استلُّ أصدقائي،استلَّهُم كيرقاتٍلم يكتمل نموُّها من هفواتِ خلودهماستلَّهُم من خيباتهم وما أخفوه خلف المساءأُوقِظُهم من عورةِ موتِهمليَنقُضوا غَزْلَ العدمعراة، هكذا عراة كأنبياء، شمس ظهيرة وحقل قمحوبِعُدَّةِ صيادِ أشباح أسلَخُ الكلامَ من الصدى أُعِدُّ مائدةً من هسيس السديم وغيومِ السرابأُسوِّرُها بما يصدّ الايدولوجيا ونعال الكلامأستلف مرايا حبيبتيعُدَّةَ زينتِهاعطرَها أمشاطَها وخطابات الغراموما قاله عشاق سابقونووترِ ناي مكسوروالكمنجات تصدحالكمنجات يرعبهاخَفَرُ السؤال اصطفافُ الغمامموتُ المُغنِّي وما لم يقالالكمنجات تدلِقُ أوتارهاحليبًا للهواءتطلي المرايا بلونِ النميمةلتنام تُهدهِدُ حروبًا مضتحروبًا هنا وأخرى قيد الاكتمالالكمنجات تَعقِدُ حاجبيها،تزمُّ شفتيها:كيف للحرب أن تنضوفضة قمرٍ، شهوة يراعة، شبق وردة،طنين نحلة، رفة فراشة، وسيدة تمتشق ما بعد الأربعين تخبُّ كصحراءٍ ترتحلُ من غير رمالِهاعواءِ ذئابِها، أُنسِ واحاتهاودروبٍ تسفوها الرياحThe post الكمنجات تَعقِدُ حاجبيها appeared first on صحيفة مداميك.