شرحبيل أحمد وعنه نحكي (6)

Wait 5 sec.

عبدالله محمد عبدالله10- سفورُ نجمٍ جديدأحب الجمهور ما قدمه شرحبيل احمد عندما غنى ( حلوة العينبن ) من كلمات ذو النون بشرى في حفل افتتاح المسرح القومي بامدرمان عام 1960، لخفة اللحن و لما صاحبه من رقص شارك فيه الراحل احمد داؤود، مؤسس فرقة ديفيد قروب لاحقا.لكن تجربة شرحبيل بدأت قبل ذلك ، فقد انطلق مقتفياً خطى من سبقوه في مضمار الغناء، مقلدا لمشاهيرهم ممن بثت أصواتهم الإذاعة السودانية كأحمد المصطفى، و من عبرت أصواتهم الحدود مع مصر بوسيلتي الراديو و السينما أمثال محمد عبدالوهاب.ولذا كانت أغنيته الأولى (ليالي كردفان) من كلمات الشاعر رضا محمد عثمان، الذي كان زميلا له في مكتب النشر، في العام 1957، شبيهة بأغاني الخمسينات في مبناها لحناً و إيقاعاً.ثم إنه تقدم للجنة إجازة الأصوات الجديدة بالإذاعة فأفلح في 1958 بعد مساعٍ تخطت العام. فسجل بعد اعتماده فناناً بالإذاعة اعماله الباكرة بمصاحبة فرقتها الوترية، شأن الآخرين. و بدا ذيوع اسمه الفريد بعد ظهوره في برنامج ( ركن الأصوات الجديدة) فردد الناس( الحب عرفتو و جنني) ، (مناي اشوفك تاني) و (حرٍمت احب انا تاني)، وكلها من كلمات صديقه الشاعر بشير محسن الذي اتصلت ثنائيته و شرحبيل عبر عددٍ وفير من الأغنيات.لم يهتد شرحبيل إلى أسلوبه الخاص إلا بعد أن نال شيئاً من علوم الموسيقى كفاحاً و بالمراسلة، و مارس العزف على الكمان و الفلوت و المندولين، ناهيك عن إجادته العود الذي كان أداته في وضع ألحانه. لكن علاقته بالجيتار كانت العامل الحاسم في اكتشافه نهجاً جديداً قاده إلى تكوين فرقته ذات الملمح المغاير، إذ كان قوامها شبابٌ يعزفون الجيتار و الساكسفون و الطرمبة و الكونترباص و غيرها مما لم يكن مشاعاً، بينما كانت تهز الأجواء من حولهم طبول الجاز باند، فكانوا بألحانهم السلسة و ايقاعاتهم الراقصة تعبيراً شبابيا عن رغبة في تجاوز ما عرف بالأغنية الحديثة، بينما رأوا هم في أنفسهم أنموذجا سودانياً لفرق ( الروك) الذي كان صرعة ذلك الزمان. لكن أصحاب الأعمدة الصحفية آثروا ان يطلقوا على هذا النمط المستحدث وصف (الجاز ) فسرى الاسم بلا معيق.نواصل.———————————الصور : الشاعر رصا محمد عثمان .و الشاعر بشير محسن شاباً و كهلاً                      The post شرحبيل أحمد وعنه نحكي (6) appeared first on صحيفة مداميك.