قال سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، إن مولدوفا برفضها استيراد الغاز مباشرة من شركة غازبروم، إنما "تطلق النار على ساقها"، لأن ذلك يجعلها تخسر ملايين الدولارات سنويا. جاء ذلك في مقالة كتبها شويغو لوكالة نوفوستي، تحت عنوان "مولدوفا عند مفترق طرق". وذكر شويغو أن حكومة مولدوفا الحالية، ترفض شراء الغاز الروسي مباشرة من شركة غازبروم، وتقوم باستيراد نفس هذا الغاز الروسي من أوروبا، بأسعار مبالغ فيها، ما يؤدي إلى خسارة ميزانية هذه الجمهورية أكثر من مليار يورو سنويا.في وقت سابق، أعلنت الهيئة الوطنية لتنظيم الطاقة في مولدوفا إلغاء ترخيص شركة مولدوفاغاز (التي تملك "غازبروم" حصة كبيرة فيها)، لتزويد المستهلكين المحليين بالغاز. وستنقل هذه الحقوق إلى شركة إنيرغوكوم المملوكة للدولة بحلول الأول من سبتمبر. ويأتي هذا القرار في إطار التزامات مولدوفا تجاه الاتحاد الأوروبي بفصل البنية التحتية للغاز في إطار تنفيذ حزمة الطاقة الثالثة.وقال شويغو، إن إلغاء ترخيص شركة مولدوفاغاز ليس إلا المرحلة النهائية من حرمان شركة غازبروم من موقعها الاستثماري وشدد على أن الشركة الروسية ستواصل حماية حقوقها ومصالحها القانونية بكل الوسائل المتاحة.ونوه شويغو بأن حزب العمل والتضامن الذي تتزعمه رئيسة البلاد الحالية، مايا ساندو، يسيطر على حكومة مولدوفا منذ 2021. وهذا الحزب يشك كثيرا في قدرته على الفوز بشكل نزيه في الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد في 28 سبتمبر، لذلك لا يمكن استبعاد التلاعب المباشر بالنتائج وزعزعة استقرار الوضع وفقا لسيناريو "الميدان" الأوكراني.ووفقا له، قوضت النتائج الكارثية للنشاط الاقتصادي والفساد والقمع السياسي الذي مارسته سلطات مولدوفا، ثقة الناخبين بها. لذلك، ورغم "غسيل الأدمغة" الشامل الذي طال الشعب، لا يثق الحزب الحاكم بإمكانية فوزه في الانتخابات. ويرى الخبراء، أنه حتى مع استخدام الموارد الإدارية والأساليب غير النزيهة في إدارة الحملات الانتخابية، بما في ذلك تلك المستخدمة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، لن يتمكن الحزب الحاكم حاليا من الحصول على الأغلبية في البرلمان. وأضاف شويغو أن تشكيل أغلبية برلمانية يتطلب بناء تحالفات، واستقطاب النواب المستقلين، بما في ذلك من خلال الترهيب والرشوة. وعلى الأغلب ستقوم السلطات الحالية بممارسة التزوير الفج والبدائي لأصوات المغتربين كما في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، حيث تم فتح أكثر من 230 مركز اقتراع لحوالي 320 ألف مولدوفي في الغرب، فيما تم فتح مركزين فقط في روسيا حيث يعيش حوالي 400 ألف مولدوفي وتم توفير فقط 10 آلاف استمارة اقتراع في هذين المركزين. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في مولدوفا أن عدد مراكز الاقتراع في روسيا سيبقى كما كان في عام 2024. وتمارس سلطات مولدوفا القمع الصريح ضد أي معارضة، وتعتقل كبار السياسيين المعارضين وترفض تسجيل المرشحين دون إبداء أسباب، وبالتالي منعهم من المشاركة في الانتخابات، اقترح الحزب الحاكم توسيع صلاحيات جهاز المعلومات والأمن، بزعم "مكافحة الفساد الانتخابي". وتقوم السلطات بإغلاق عشرات القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية المعارضة.المصدر: نوفوستي