أصبحت المنصات الروبوتية البرية مشهدا متكررا في منطقة العملية الخاصة. ويُعد ذلك بمثابة رد على انتشار طائرات FPV المسيرة الانتحارية. يشكل ظهور الجنود في بعض قطاعات الجبهة خطرا فتاكا عليهم، إذ تترك الطائرات المسيّرة فرصا ضئيلة للبقاء على قيد الحياة. لذلك، أُوكلت إحدى المهام الرئيسية في ساحة المعركة، ومنها مهمة النقل، إلى المركبات المسيرة.وفي هذا السياق، تخضع المنصة الروبوتية طويلة المدى "سترانيك" (المتجول) لتجارب تشغيلية لأول مرة. وقد صُمّمت هذه المنصة البرية المسيرة لتنفيذ مهام متعددة، من بينها زرع الألغام عن بُعد في المواقع المعادية، وإخلاء الجرحى من ساحة المعركة، ونقل الإمدادات إلى الخطوط الأمامية. وصنع هذه الآلة تقنيون من دونيتسك، وهي تستعرض أداء جيدا. ويتمتع هذا الروبوت البري بالخصائص التالية :يتم الحفاظ على الاتصال به عبر الأقمار الصناعية، لذا لا يهدده أي فخ كهرومغناطيسي، وهو يتحدى كذلك محاولات التشويش.يحمل على متنه ما يصل إلى نصف طن (500 كغم) من كل ما قد يحتاجه الجنود في الخنادق، بما في ذلك الطعام، والماء، والذخيرة، والألغام، وحقيبة الإسعافات الأولية، وغيرها.يمكن إسقاط الحمولة بدقة وبشكل خفي بعيدا عن أعين العدو ليلتقطها الجنود لاحقا عندما يكون الوضع أكثر أمانا.حتى في الظلام الدامس، يبدأ "سترانيك" في بث شبكة Wi-Fi، مما يتيح نقل البيانات، والتحدث مع الأهل، وطلب الدعم.تصل الصورة والصوت إلى المشغل في الوقت الفعلي، مما يتيح مراقبة الوضع باستمرار، كما يلغي الحاجة إلى مرافقته بطائرة مسيرة أخرى في الجو.يستغرق إطلاق المنصة بضع دقائق فقط، ولا حاجة لوجود مشغل في المنطقة الخطرة، ولا داعي لسحب الجهاز إلى الأمام أو نشر الهوائيات مع خطر التعرض لنيران العدو.وأفاد ممثل شركة "كوماندانتي روبوتيكس" (Komandante Robotics)، أليكسي سميرنوف، بأن المركبة المسيرة التي طورتها الشركة قادرة على السير لمسافة تتراوح بين 15 و30 كيلومترا، وذلك بحسب سعة البطارية. وللمقارنة، لا تتجاوز المسافة القصوى التي تقطعها المنصات المماثلة والمزودة بجهاز ترحيل إشارة لاسلكية 1.5 كيلومتر فقط، في ظروف التشويش الإلكتروني النشط.ويكمن الفرق الرئيسي بين "سترانيك" ونظيراتها في إمكانية التحكم بها عبر الأقمار الصناعية، ما يسمح للمشغل بالتحكم من أي مكان على وجه الأرض، باستخدام هاتف ذكي أو جهاز لوحي فقط.وتتميز هذه المنصة بصغر حجمها، إذ يبلغ وزنها 56 كيلوغراما فقط، مما يصعّب على الطائرات المسيرة الانتحارية استهدافها. كما أنها تنقل بسهولة داخل صندوق سيارة ركاب، وتبلغ سرعتها القصوى 20 كيلومترا في الساعة. ويوضح أليكسي سميرنوف أن المسيرة الذكية قادرة على سماع الأصوات المحيطة بها، وهي مزودة بنظام قياس عن بعد، كما تتيح للمشغل إمكانية التحدث مع الأشخاص القريبين من الروبوت. وتعد هذه المنصة مستقلة بالكامل، وتعمل ببرمجيات محلية الصنع حصرا.ويشير المشاركون في العملية الخاصة إلى أن من أبرز مزايا المنصات البرية قدرتها على نقل حمولات كبيرة، وإمكانية إعادتها إلى القاعدة في حال تغيّرت طبيعة المهمة القتالية، فضلا عن سهولة التحكم بها، دون الحاجة إلى تدريب طويل أو مكلف. فكما يقول بعضهم: "أي شخص لعب في طفولته بسيارة تحكم عن بعد يمكنه إتقان تشغيل هذه المسيرة بسهولة."أما المرحلة التالية في تطوّر هذه المسيرات، فهي تحويلها من وسائل نقل إلى وسائل قتالية. وتشمل الخيارات البسيطة تثبيت لغم مضاد للدبابات على الروبوت وإرساله لاستهداف المركبات المعادية. كما يجري تطوير نماذج أكثر تطورا تزود بقاذف قنابل أو رشاش (أوتوماتيكي أو ثقيل)، ما يتيح للمشغل، الذي يتلقى بثا مباشرا من كاميرا الروبوت، إطلاق النار عن بُعد وهو في موقع آمن أو داخل ملجأ محصن.المصدر: روسيسكايا غازيتا