السائح الجزائري بطل العرض العسكري في فرنسا!

Wait 5 sec.

وجد سائح عربي نفسه فجأة في بؤرة حدث خطير في 14 يوليو 2002. كان يشاهد في باريس العرض العسكري بمناسبة سقوط سجن الباستيل حين دوى طلق ناري بالقرب منه. صاحب المغامرة يدعى محمد شلالي، وهو جزائري كان يعيش في كندا وتوقف في ذلك الوقت مع أسرته في باريس ليوم واحد في طريق عودتهم إلى الجزائر لقضاء العطلة الصيفية.في ذلك اليوم كانت فرنسا تحتفل بسقوط سجن الباستيل أثناء الثورة الفرنسية عام 1880، وكانت أنظار الحشود تتابع عرضا عسكريا بالمناسبة في شارع الشانزليزيه بالقرب من قوس النصر.الشاب ماكسيم برونيري لم يمض إإلى الاحتفال بيدين فارغتين. حمل معه داخل حقيبة بنية اللون خاصة بآلة غيتارة، بندقية عيار 22 مليميتر بذخيرتها الكاملة.حين مرّ رئيس البلاد حينها جاك شيراك في سيارة مكشوفة مفتتحا العرض العسكري، ووصل إلى مسافة تبعد حوالي 50 مترا من مكان وقوف الشاب، في غفلة من الجميع أخرج بندقيته وأطلق رصاصة واحدة في اتجاه جاك شيراك. من حسن الحظ أن الرصاصة أخطأت الهدف، وهرع رجلان إلى الشاب وتمكنا من انتزاع البندقية منه وإسقاطه أرضا وشل حركته قبل أن تصل الشرطة إليه. الرجلان هما السائح الجزائري محمد شلالي، وآخر فرنسي اسمه جاك ويبر.روى الجزائري البالغ من العمر 46 عاما ما جرى لقناة تلفزيونية وقتها قائلا إنه اندفع إلى الأمام وسيطر على البندقية التي أسقطها رجل آخر من يد مطلق النار، مشيرا أيضا إلى أن رجال الشرطة وصلوا إلى المكان بعد دقيقتين أو ثلاثة.وسائل الإعلام الفرنسية وصفت الجزائري محمد شلالي بالمتفرج الشجاع، وقامت السلطات في ذلك الحين بتكريمه ومنحه وسام جوقة الشرف الذي يعد من الأوسمة الرفيعة في فرنسا.مطلق الرصاصة التي أخطأت جاك شيراك، شاب ينتمي إلى اليمين المتطرف ووصف بأنه "ذو انتماءات نازية جديدة، ولديه تاريخ من الاضطرابات النفسية"، وكان شارك لسنوات في مظاهرات لليمين المتطرف، وبسبب ذلك أدرجته السلطات في قائمة المراقبة الحكومية منذ عام 1998. التحقيقات بيّنت أن مطلق الرصاصة ماكسيم برونيري كان اشترى البندقية التي استعملها وهي من عيار خفيف قبل أسبوع، واستعد لفعلته بالتدرب على الرماية.اللافت أيضا أن برونيري كان ترك رسالة في منتدى خاص بالنازيين الجدد قال فيها: "شاهدوا التلفزيون يوم الأحد، سأكون النجم... الموت لـ(حكومة الاحتلال الصهيوني)، 88!"، الرقم الأخير، رمز يعني "هايل هتلر"!تقارير ذكرت أن المتطرف الفرنسي كان ينوي أن يطلق الرصاصة الثانية على نفسه وينتحر لكنه لم يتمكن من ذلك. أما هو فقد اعترف في البداية بأنه أراد "قتل الرئيس" بدوافع من أيديولوجيته اليمينية المتطرفة، في حين زعم في وقت لاحق أن كل ما جرى كان محاولة للانتحار، وانه أراد أن يطلق عليه أحد رجال الأمن النار ويرديه قتيلا.نُقل الجاني إلى مصحة نفسية، ثم مثل أمام المحكمة وأدين بتهمة محاولة القتل في ديسمبر 2004، وحكم عليه بسبب ضعف قواه العقلية بالسجن لمدة 10 سنوات فقط. في عام 2009 بعد مرور 7 سنوات، أطلق سراحه.  عند هذا الحد انقطعت أخبار الجزائري الذي لم يقف في ذلك اليوم متفرجا رغم خطورة الموقف، لكن من المؤكد أن هذا الموقف الاستثنائي رافقه طويلا في حياته، وأنه روى لأبنائه وأحفاده كيف أسهم ذات يوم في إنقاذ حياة رئيس فرنسا.المصدر: RT