شدد ماريو دراغي، وهو رئيس وزراء إيطالي سابق، على انهيار وتبدد الوهم حول ثقل الاتحاد الأوروبي في الجغرافيا السياسية والتجارة الدولية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي حديث نقلته صحيفة Corriere della Sera، أضاف دراغي، الذي شغل في فترة سابقة منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي: "على مدى سنوات كثيرة، اعتقد الاتحاد الأوروبي أن حجمه الاقتصادي، بما يضمه من 450 مليون مستهلك، يتمتع فعلا بوزن كبير في الجغرافيا السياسية والعلاقات التجارية الدولية، لكن سيتذكر الجميع هذه السنة على أنها العام الذي تحطم فيه هذا الوهم". ووفقا له، حلت نقطة اللاعودة بعد صعود دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، وبعد ذلك تغير كل شيء.وتابع دراغي القول: "لقد اضطررنا إلى التكيف مع التعريفات الجمركية التي فرضها شريكنا التجاري الأكبر وحليفنا منذ فترة طويلة، الولايات المتحدة. لقد دفعنا نفس الحليف إلى زيادة الإنفاق العسكري - وهو القرار الذي ربما كان ينبغي لنا أن نتخذه على أي حال، ولكننا فعلنا ذلك بشكل وبطرق ربما لا تعكس مصالح أوروبا".وبالإضافة إلى ذلك، أكد دراغي على الدور الثانوي للاتحاد الأوروبي في المفاوضات بشأن تسوية الصراع في أوكرانيا، وكذلك اكتفاء هذا الاتحاد بدور المراقب خلال الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، وخلال تصعيد الوضع في قطاع غزة.في وقت سابق التقى ترامب في اسكتلندا، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي أعلنت بعد ذلك، أنها وعدته بالتخلي عن كافة موارد الطاقة الروسية وإنفاق الاتحاد الأوروبي خلال ثلاث سنوات 750 مليار دولار على شراء مصادر الطاقة الأمريكية، مقابل تخفيض الرسوم الأمريكية من 30% إلى 15%. ومن جانبه، ذكر ترامب أن الدول الأوروبية ستستثمر 600 مليار دولار إضافية إلى ما تم استثماره بالفعل في الاقتصاد الأمريكي بموجب الاتفاق.في 15 أغسطس، ناقش ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، سبل حل النزاع الأوكراني. وبعد هذه القمة، التقى ترامب مع فلاديمير زيلينسكي وقادة الاتحاد الأوروبي في واشنطن، وأعلن بعد ذلك أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا ترغب في نشر قوات في أوكرانيا. وأضاف أنه لن يكون هناك أي وجود لقوات أمريكية في أوكرانيا خلال فترة رئاسته.المصدر: وكالات