حقق العلماء إنجازا فريدا وجميلا في الوقت نفسه، حيث أصبحت قطرة زيت صغيرة يبلغ قطرها 0.8 مليمتر قادرة على الرقص بشكل لا نهائي على سطح الميكا المهتز. وتفتح هذه الظاهرة الساحرة آفاقا للتحكم الدقيق في الأحجام المجهرية للسوائل في الكيمياء والصيدلة، وربما تساعد حتى في كشف أسرار ميكانيكا الكم. لاحظ الفيزيائيون في عام 2005 أن القطرات في الفراغ لا تتكسر بل تنتشر بسلاسة، وأنها يمكن أن ترتد إلى أجل غير محدود على سطح سائل مهتز.لكن الأمر كان أكثر تعقيدا مع الأسطح الصلبة. وفي عام 2014 أثبت فريق جون كولينسكي من المدرسة الفيدرالية متعددة التقنيات في لوزان أن قطرة الماء عند سقوطها من ارتفاع صغير، ترتد عن سطح محب للماء بفضل وسادة هوائية وتوتر سطحي. ولكن بعد 0.3 ثانية وعدة ارتدادات كانت القطرة تتكسر. والآن قام كولينسكي وزملاؤه بتحسين التجربة، حيث استخدموا بلورة ميكا ملساء تماما تهتز بتردد يصل إلى 180 هرتز، وحققوا رقصة "أبدية" لقطرة الزيت. التقطت كاميرا عالية السرعة كيف تقفز القطرة أو "تتجمد" عند تردد يزيد عن 90 هرتز، متغيرة الشكل بين حالتين مخروطيتين.ويختلف هذا التأثير تماما عن السطح السائل، وكما أكد الفيزيائي ميشيل دريسكول فإن هذه التكنولوجيا واعدة للتحكم في السوائل دون تلامس في ظروف معقمة، مثل مجال الصيدلة. ولا تزال الأبحاث مستمرة لكشف الإمكانات الكاملة لهذه الظاهرة.المصدر: Naukatv.ru