ناظورسيتي: ماسين أمزيان شهدت عدة شواطئ إسبانية، خلال الأسابيع الماضية، ظهور كائن بحري صغير لكنه سام يعرف باسم التنين الأزرق (Glaucus atlanticus). وقد رُصد هذا الكائن في سواحل اليكانتي وميخاس في مالقة، حيث أجبرت السلطات المحلية بعض الشواطئ على إغلاقها احترازيًا لحماية رواد البحر من لسعاته المؤلمة. ويتميز التنين الأزرق بلونه الأزرق الجذاب وحجمه الصغير الذي لا يتجاوز 3 إلى 4 سنتيمترات، لكنه قادر على تخزين سموم القناديل البحرية التي يتغذى عليها، مما يجعله خطرًا على الإنسان عند اللمس المباشر. السلطات الإسبانية نبهت إلى ضرورة عدم الاقتراب من أي كائن غريب أو محاولة لمسه، حتى باستخدام القفازات، مع الإبلاغ عن وجوده لفرق الإنقاذ والجهات المختصة. وتعد منطقة ميخاس على ساحل مالقة ذات أهمية خاصة في هذا السياق، إذ تقع جغرافيا بالقرب من السواحل الشمالية للمغرب، خصوصًا شواطئ الريف المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل الناظور والحسيمة اضافة الى مارتيل. ويجعل هذا القرب الجغرافي احتمالية انتقال التنين الأزرق إلى المياه المغربية أمرًا واردًا، لا سيما مع التيارات البحرية الشمالية وظروف البحر الدافئة التي تسمح بانتشار أنواع بحرية غير معتادة إلى مناطق جديدة. ويُرجع الخبراء ظهور التنين الأزرق في البحر المتوسط إلى التغيرات المناخية وارتفاع حرارة المياه، مما يتيح لأنواع كانت قاصرة على المناطق الدافئة الانتقال إلى مناطق جديدة. إضافة إلى ذلك، يمثل التنين الأزرق مؤشرًا بيئيًا مهمًا يعكس التحولات في النظام البيئي للبحر المتوسط، وقد يكون له تأثير على السلسلة الغذائية المحلية. وتُشدد السلطات البيئية على ضرورة تحذير المواطنين والزوار بعدم الاقتراب من أي كائن بحري غريب، ومراقبة الشواطئ عن كثب، خصوصًا مع استمرار موجات الحرارة والتغيرات المناخية، لضمان حماية الصحة العامة والحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.