كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن الجيش الإسرائيلي يشعر بالغضب من سلسلة من الأحداث التي حاول فيها وزير الدفاع يسرائيل كاتس السيطرة على رواية أنشطة رئيس الأركان إيال زامير والجيش. ونقلت "معاريف" عن مصدر عسكري قوله: "نحن نعلم أننا في سنة انتخابات. ولكن هناك حدود للمستوى الذي يدفع فيه الوزير نفسه إلى المتاجرة السياسية. إنه وزير دفاع دولة إسرائيل، وهو أحد أهم المناصب والوظائف ذات الطابع الرسمي للدولة. ولكنه يختار مرارا وتكرارا التصرف بطريقة طفولية وغير محترمة".وحسب "معاريف"، وقعت مؤخرا سلسلة من الحوادث والتوترات بين مكاتب وزير الدفاع ورئيس الأركان. وبلغ الأمر ذروته في الأيام الأخيرة، حيث أصدر وزير الدفاع، يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، إعلانا بشأن تعيين المحامي إيتاي أوفير في منصب المدعي العسكري العام (الفيتسار)، مع تهميش رئيس الأركان. في حين أن رئيس الأركان كان قد أوصى بالمحامي أوفير في اجتماع بينهما يوم الجمعة الماضي، إلى جانب اسمين آخرين.ولبن مصدر عسكري لـ"معاريف" أن الجيش الإسرائيلي غاضب من تصرفات وزير الدفاع: "لقد جلسوا معا وفحصوا المرشحين. كان سيكون أكثر احتراما لو طلب الوزير من رئيس الأركان الحضور إليهما وإصدار بيان مشترك وهما يجلسان جنبا إلى جنب. لكان ذلك رفع من شأن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية وأيضا شأن الوزير".وصباح يوم الخميس، نجح الوزير كاتس مرة أخرى في إحراج قيادة الجيش الإسرائيلي عندما أصدر بيانا حول التعامل مع ظاهرة التهريب باستخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) على الحدود المصرية: "وزير الدفاع يسرائيل كاتس أوعز للجيش الإسرائيلي بتحويل المنطقة المتاخمة للحدود الإسرائيلية-المصرية إلى منطقة عسكرية مغلقة وتغيير قواعد إطلاق النار وفقًا لذلك - واتفق مع رئيس جهاز الشاباك دافيد زيني على العمل لتعريف تهديد تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيرة كتهديد إرهابي".وكان كاتس قد عقد مناقشة طارئة مساء الأربعاء حول تهديد الطائرات المسيرة على الحدود الإسرائيلية-المصرية، بمشاركة المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط) أمير بارعام، ونائب رئيس الأركان اللواء تامير ياداي، وممثلين عن وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي والشاباك ومجلس الأمن القومي والشرطة الإسرائيلية. في حين أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيانا باسم رئيس الأركان في ذات اليوم جاء فيه: "أوعز رئيس الأركان في نقاش مخصص حول موضوع تهديد الطائرات المسيرة على الحدود الغربية بتركيز الجهد والموارد المشتركة بين مختلف المنظمات لمعالجة هذه الظاهرة".وكان رئيس الأركان قد عقد الأربعاء نقاشا مخصصا حول تهديد الطائرات المسيرة على الحدود الغربية، بمشاركة رئيس هيئة العمليات، ونائب رئيس الأركان، وقائد المنطقة الجنوبية، وممثلين عن الشاباك والشرطة الإسرائيلية. عُقد النقاش بقيادة هيئة العمليات وكجزء من عملية تفكير متعددة المؤسسات، تهدف إلى بلورة مفهوم شامل للتعامل مع التهديد الآخذ في التوسع.ولخّص رئيس الأركان رؤيته بأن تهديد الطائرات المسيرة ليس مجرد تهديد إجرامي، بل هو تهديد أمني ينطوي على احتمالية شن هجمات معادية، وشدد على التزام الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بتعميق الاستجابة العملياتية، مع بناء قدرات عملياتية جديدة.ووفق ما ورد في "معاريف"، يشعر الجيش الإسرائيلي بالغضب من طريقة تصرف الوزير ومحاولته، حسب تعبير مسؤولين في الجيش، القيام بـ "علاقات عامة" على حساب نشاط الجيش والقيادة العسكرية ومحاولة دفع رئيس الأركان وهيئة الأركان العامة جانبا.وأشار مسؤولون في الجيش إلى حادثة أخرى وقعت خلال حفل تخريج دورة الضباط في قاعدة "بهاد 1" الأسبوع الماضي بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان. فخلال الحفل، أخذ كاتس أحد زوجي المقص، واختار مع رئيس الوزراء، وخلافا لقواعد المراسم، الكشف عن رتب الضباط بين الطلاب المتفوقين ولم يسمح لرئيس الأركان بالقيام بذلك كما هو معتاد.المصدر: "معاريف"