رابين في تسجيلات سرية: السلام مجرد تكتيك ودون المساعدة الأمريكية لا تستطيع إسرائيل الحفاظ على قوتها

Wait 5 sec.

كشف الجيش الإسرائيلي عن وثائق نادرة لإسحاق رابين بمناسبة الذكرى الثلاثين لاغتياله تعود لمرحلة ما بين حرب 1967 والانتفاضة الأولى، وتوضح جانبا من رؤيته للصراع العربي الإسرائيلي. وتظهر التسجيلات أن رابين، الذي شغل منصب رئيس الأركان خلال حرب الأيام الستة ورئيس الوزراء لاحقا، اعتبر أن الصراع مع العالم العربي لا يمكن أن يُحسم عبر مسار واحد، بل عبر الجمع بين القوة العسكرية والتحرك السياسي.وقال في أحد الاجتماعات عام 1977: "لا أحد يعتقد أن بإمكانه تحقيق مسار سياسي من دون قوة عسكرية"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تكن مستعدة في أي مرحلة للتنازل عن الأراضي من دون قوة تفرض ذلك الواقع.وفي حديثه عن الحدود، أقر رابين بأن خطوط السيطرة الإسرائيلية لم ترسم لأسباب أيديولوجية، بل بفعل "الظروف"، معتبرا أن استعداد إسرائيل لأي تنازل إقليمي مرتبط دائما بتفوقها العسكري وقدرتها على فرض شروطها.وأكد أن العملية السياسية لا تعني بالضرورة الوصول إلى سلام، قائلا: "الهدف المفضل هو السلام، لكنني لا أستبعد ترتيبات أخرى"، ومشددا على أن أي سياسة تغلب التفاوض دون تعزيز القدرات العسكرية "لا حق لها في الوجود".كما أبرزت التسجيلات اعتماد إسرائيل العميق على الدعم الأمريكي، حيث قال: "بدون المساعدة الأمريكية لا تستطيع إسرائيل الحفاظ على قوتها العسكرية وتطلعاتها الاجتماعية والاقتصادية في آن واحد".وروى نصائح تلقاها من مسؤولين أمريكيين بضرورة التشاور مع واشنطن في كل خطوة، بما يكشف طبيعة الارتباط الاستراتيجي بين الطرفين.وفي تسجيلات تعود لعام 1976، أشار رابين إلى أن السلام الشامل مع الدول العربية لم يكن قريبا، وأن أقصى ما يمكن تحقيقه هو اتفاقات سياسية تلغي حالة الحرب، مع الحفاظ على الجاهزية العسكرية وصد ما وصفه بـ "الاضطرابات" في الشرق الأوسط.كما تحدث بعد حرب 1967 عن عزلة إسرائيل الدولية رغم مكاسبها العسكرية، وتوقعه استمرار الضغوط على تل أبيب بسبب احتلال الأراضي العربية.تكشف هذه التسجيلات، التي تنشر في توقيت حساس للذاكرة الإسرائيلية، عمق البعد العسكري في تفكير رابين، وتؤكد أن ما يسمى "عملية السلام" بالنسبة لرمز من رموز المؤسسة الإسرائيلية لم يكن سوى مسار يخدم تعزيز القوة وتثبيت الاحتلال، وهو ما تعكسه الوقائع الميدانية والسياسية المستمرة حتى اليوم.المصدر: يديعوت أحرونوت