نتائج مذهلة خلال 8 أسابيع.. باحثون يطورون خلطة سحرية لنمو الشعر

Wait 5 sec.

نجح باحثون في تايوان في تطوير مصل تجميلي مبتكر يجمع بين تقنيات المختبر المتقدمة وخصائص نباتية طبيعية، أظهر نتائج لافتة في تحفيز نمو الشعر وتحسين صحته خلال فترة زمنية قصيرة. ويعتمد هذا المصل على تركيبة علمية دقيقة تشمل الكافيين والبانثينول (وهو مرطب شائع في مستحضرات العناية بالشعر)، إضافة إلى عاملين من عوامل النمو البروتينية: عامل النمو الليفي 7 الذي يحافظ على الخلايا المنتجة للشعر، وعامل النمو المشابه للإنسولين 1 الذي يحفز تطور بصيلات الشعر.  لكن المكون الأكثر إثارة في هذه التركيبة هو الحويصلات الخارجة خلوية المستخلصة من نبات "كينتيللا أسياتيكا" (Centella asiatica)، المعروف أيضا باسم "سرة الأرض الهندي" و"سرة الأرض الآسيوية"، وهي عبارة عن حويصلات دقيقة تشبه الفقاعات تنتجها الخلايا النباتية بشكل طبيعي وتحمل بداخلها بروتينات ودهونا ومعلومات وراثية تعمل كرسائل كيميائية حيوية.ولاختبار فعالية هذا المصل، أجرى الفريق البحثي تجربة سريرية دامت 56 يوما، شارك فيها 60 متطوعا من الرجال والنساء الأصحاء الذين لا يعانون من الصلع. وتم تقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات، تناول كل منها تركيبة مختلفة: مجموعة تناولت دواء وهميا، وأخرى استخدمت التركيبة الأساسية (الكافيين والبانثينول فقط)، وثالثة أضيفت إليها عوامل النمو المصنعة معمليا، ورابعة أضيفت إليها الخلايا النباتية، بينما استخدمت المجموعة الخامسة التركيبة الكاملة التي جمعت كل المكونات السابقة. وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة medRxiv المتخصصة، تفوقا واضحا للتركيبة الكاملة على جميع الخيارات الأخرى. فبعد 8 أسابيع فقط من الاستخدام اليومي، حقق مستخدمو التركيبة الكاملة زيادة في سماكة الشعر بلغت 101% مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، كما زادت كثافة الشعر بنسبة مماثلة. وبشكل عملي، تمكن هؤلاء المشاركون من الحصول على 3.5 سنتيمتر إضافية من طول الشعر خلال فترة الدراسة القصيرة.ولم تقتصر التحسينات على نمو الشعر فحسب، بل شملت أيضا صحة فروة الرأس بشكل عام، حيث انخفض تساقط الشعر بنسبة 47%، وقلت إفرازات الدهون بنسبة 25% مقارنة بالمجموعة التي استخدمت الدواء الوهمي. وقد اعتمد الباحثون في قياس هذه النتائج على أدوات متطورة تشمل مجاهر رقمية مزودة بالذكاء الاصطناعي لعد الشعرات وقياس سماكتها، وأجهزة خاصة لتحليل دهنية فروة الرأس، بالإضافة إلى اختبارات تمشيط دقيقة تم فيها جمع وعد الشعر المتساقط. وعند تحليل مساهمة كل مكون على حدة، تبين أن عوامل النمو كانت الأكثر تأثيرا، حيث أدت وحدها إلى زيادة سماكة الشعر بنسبة 67% وكثافته بنسبة 95%. أما التركيبة الأساسية (الكافيين والبانثينول مع الحويصلات النباتية) فقد حققت تحسنا يتراوح بين 45 إلى 70%. لكن الجمع بين كل هذه المكونات في تركيبة واحدة هو الذي أنتج التأثير التآزري الأقوى، ما يشير إلى أهمية النهج الشامل في علاج مشكلات الشعر.وتمثل الطريقة الجديدة، التي تجمع بين إشارات الاتصال الطبيعية للنباتات وعوامل النمو المصنعة معمليا، نهجا مبتكرا يتجاوز العلاجات التقليدية التي تعتمد على مكونات منفردة.ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن هذه الدراسة رغم نتائجها الواعدة، لها بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار. فأولا، شملت التجربة متطوعين أصحاء لا يعانون من الصلع الوراثي، وبالتالي لا يمكن تعميم النتائج على الأشخاص الذين يعانون من أنواع متقدمة من تساقط الشعر. ثانيا، المدة القصيرة للدراسة (56 يوما) لا تسمح بملاحظة دورة نمو الشعر الكاملة التي قد تمتد لسنوات، ولا يمكن من خلالها معرفة استدامة النتائج على المدى الطويل. ثالثا، كان معظم المشاركين من النساء الشابات (بنسبة 80% ومتوسط عمر 36 عاما)، ما يحد من إمكانية تطبيق النتائج على الرجال أو الفئات العمرية الأكبر سنا، حيث تختلف أنماط تساقط الشعر وتقل قدرة البصيلات على التجدد مع التقدم في العمر. رابعا، صغر حجم العينة (12 شخصا في كل مجموعة) يجعل من الصعب إجراء تحليلات فرعية دقيقة أو اكتشاف الآثار الجانبية النادرة. وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن البحث تم تمويله من قبل الشركة المنتجة للمصل نفسه، وهو ما يفرض الحاجة إلى دراسات مستقلة مستقبلا لتأكيد النتائج. وقد أكد الباحثون أن الشركة الممولة لم تتدخل في تحليل البيانات أو تفسير النتائج، لكن هذا التمويل يظل عاملا يجب مراعاته عند تقييم الدراسة.ورغم هذه التحفظات، تفتح الدراسة باب الأمل أمام تطوير علاجات أكثر فعالية لتساقط الشعر، وتؤكد على أهمية الجمع بين المكونات الطبيعية والعلم الحديث في مواجهة التحديات الصحية والتجميلية. ويتطلع الباحثون إلى إجراء دراسات أكثر شمولا وأطول مدة في المستقبل، تشمل فئات متنوعة من المرضى وتعطي صورة أوضح عن إمكانات هذا العلاج الواعد.المصدر: ديلي ميل