د. عصام محجوب الماحي* شاوشيسكو لزوجته إيلينا حول ايليسكو: “لمْ تتركيني أقضي عليه!، الآن سيقضي علينا.”* شاوشيسكو: “قلتُ لكِ أنْ نُصفّيه، لكنكِ لمْ تفهميني، وقلتِ يكفي تهميشه!”.* الثنائي شاوشيسكو في الوحدة العسكرية بمدينة تيرقوفيشتي عشية عيد الميلاد:شهِد يوم 24 ديسمبر 89 في رومانيا واقعًا مُختلِفًا. فبينما كان الشعب ينتظر، بعد انتصار الثورة، قضاء أوّل عيد ميلاد له في ظِلِّ الحرية، أمضى نيكولاي وإيلينا شاوشيسكو آخر يوم كامل من حياتهما في وحدة عسكرية في تيرقوفيشتي، معزولين وتحت حِراسة مُشدّدة.وبحسب ما كتبه الصحفي دان أندرونيك، كان الثنائي شاوشيسكو في مكتب جرى تحويله إلى زنزانة مؤقتة، داخل الوحدة العسكرية رقم 01417UM في تيرقوفيشتي، ولأوّل مرّة يجدا نفسيهما في غير مساكنهما الرسمية والبروتوكول الذي اعتادا عليه، فواجها واقِعًا رفضا قبوله.وفي الليلة السابقة، نام الاثنان في ناقِلة جِنود مُدْرّعة، مُحاطة بمركبات مُماثِلة، خوفًا من هجمات مُحتملة. كان نيكولاي شاوشيسكو مُتعبًا ويعاني من مشاكل صحية، وخلال النهار حاول إقناع أحد الضباط بتنظيم رحلة إلى بوخارست، بهدف الوصول إلى محطة التلفزيون أو المنصّة الصناعية 23 أغسطس ببوخارست، حيث كان يأمل في التحدُّث إلى العمال.وُصِفت الأجواء في الوحدة العسكرية بأنّها مُتوتِّرة، زادها توتُّراً صوت إطلاق النار من الخارج الذي كان يُسمع بوضوح داخل الثكنة العسكرية، دليلا على أنّ هنالك من يريد تحرير الثنائي شاوشيسكو، أو بالطبع كما تكشّف لاحِقاً، لجعل هذا الاحتمال جزءً من المشهد للإسراع بإعدامهما. فسّر نيكولاي شاوشيسكو الطلقات النارية على أنّها إشارات من قوات موالية ستأتي لتحريره. ووِفقًا لشهادات الضابطين إيون ماريش وأندريه كيمينيسي، تذبذب شاوشيسكو بين اللامبالاة وردود الفعل التي اتّصفت بالغطرسة، مُتّهِمًا الجنود الذين يحتجزونه بالخيانة.حاولت إيلينا شاوشيسكو الحفاظ على مظهر صاحِبة السُلطة، مُتّخِذة دورًا وقائيًا وعدوانيًا. سيطر عليهما الخوف من التسمّم، ولهذا السبب رفض الاثنان تناول أي طعام تقريبًا. لمْ يقبلوا سوى كميات قليلة من الخُبز والجبن والشاي، وكانت إيلينا تتذوّق أحيانًا أولى حِصص الطعام للتأكد من سلامته، وفقًا لتقرير دان أندرونيك، الذي نشرته صحيفة (كبيتال) في موقعها يوم 24 ديسمبر الجاري، نقلاً عن صحيفة (ايفينيمنتول زيلي).* القرارات المُتّخذة في بوخارست بشأن مصير الزوجين شاوشيسكو:في الوقت نفسه، في بوخارست، وبمقرِّ وزارة الدفاع الوطني، ناقشت مجموعة مؤلفة من إيون إيليسكو، وسيلفيو بروكان، ونيكولاي ميليتارو، وبيتري رومان، وجيلو فويكان فويكوليسكو، الحلّ النهائي بشأن الزوجين شاوشيسكو. ووِفقًا للتقرير، لمْ يكُن هناك نقاش قانوني فعلي، بلْ تقييم سياسي وعسكري للوضع، كما كتب دان أندرونيك.ويُقال إنّ سيلفيو بروكان أيّد ضرورة التوصُّل إلى حل سريع، بينما وافق إيون إيليسكو على خيار محاكمة قصيرة دون معارضة، فتقرّر أنْ يتولى الجنرال فيكتور أتاناسي استانكوليسكو مسؤولية التنظيم اللوجستي، بما في ذلك النقل وتشكيل هيئة القضاة.* اشتعل شاوشيسكو غضبًا عندما علم أنّ ايليسكو أخذ منه السُلطة، قائلًا لزوجته: “لمْ تتركيني أخلص منه!”:انتهى مساء يوم 24 ديسمبر بتدهور الحالة الصحية للزوجين شاوشيسكو. جرى استدعاء طبيب عسكري، فوجد ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم، لكنهما رفضا العلاج المقترح خشية التسمّم.أمضى الزوجان ليلتهما تحت حراسة دائمة من الرائد إيون ماريش. وبينما كان الثنائي شاوشيسكو يحاولان الراحة، كانت المروحيات التي تنقُل هيئة المحكمة إلى تيرقوفيشتي صباح يوم 25 ديسمبر يجري تجهزها بالفعل في بوخارست.والى ذلك، تضمّنت التحقيقات التي جرت في قضية الثورة، شهادات عدد من الضباط من حامية تيرقوفيشتي، حيث حوكم الديكتاتور السابق وأُعدم. وأدلى الضباط بشهاداتهم للادعاء حول ردة فعل الزوجين شاوشيسكو على نبأ تولي إيون إيليسكو زمام الأمور في البلاد. وكان رد فعل شاوشيسكو قوله: “مَن؟! ذلك الجاسوس السوفيتي؟ لمْ تتركوني أتخلّص منه!”، بالطبع موجها حديثه لقرينته إيلينا.ويصِف المُقّدم يوليان استويكا، الضابط في الوحدة العسكرية 01417UM بمدينة تيرقوفيشتي في شهادته مشهدًا دار بينه وإيلينا ونيكولاي شاوشيسكو، في غرفة حبسهما، ويقول: “أخبرتُ الثنائي شاوشيسكو، بناءً على طلبهما، بما شاهدته على التلفزيون. وعندما قُلت لهما أنّ إيون إيليسكو، اصبح خليفتهما في حكم البلاد، قال نيكولاي شاوشيسكو بغضِب: “مّن؟! ذلك الجاسوس السوفيتي؟”، ثُمّ نظر إلى إيلينا، واندفع نحوها، وقال: “لمْ تتركيني أقضي عليه! الآن سيقضي علينا.”ويصف الرائد إيون ماريش، نائب قائد الوحدة، مشهدًا مُشابِهًا قائلاً: “دخلتُ المكتب الذي كان الثنائي شاوشيسكو محتجزين فيه، وتحدّثت معهما مرّة أخرى. سألني نيكولاي شاوشيسكو عن من هو قائد الجيش، فأخبرته أنّني رأيتُ على التلفاز أنّه الجنرال ميليتارو، فسألني مَن يكون، فأجابته إيلينا (أنه عميل سوفيتي). وسألني أيضًا عمّن يقود البلاد، فأخبرته أنّه إيون إيليسكو. عندها غضب وصرخ في وجه إيلينا: “قلتُ لكِ أنْ نُصفّيه، لكنكِ لمْ تفهميني، وقلتِ يكفي تهميشه!”.؛؛؛…؛؛؛تبقّى قبل أنْ نَخْتِم سلسلة “حكاية الثورة الرومانية – ديسمبر 1989 – من الألف للياء…”، بقضية الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون الجيش والشعب الروماني والذين بدأوا نشاطهم الإجرامي لحظة هروب شاوشيسكو من مقر اللجنة المركزية، وتوقُّف إطلاقهم الرصاص الكثيف مُباشرة بعد إعدام الثنائي شاوشيسكو، والتي سنفرِد لها الحلقة القادمة الأخيرة، تبقى أنْ نقرأ في موقع (عالم العدالة – Lumeajustitiei.ro) بمنصّة (فيسبوك) ما كتبَتاه قبل 13 عاما، أدينا أ. استانكو و إيلينا دوميتراكي، تحت عنوان “مهزلة قضائية في تيرقوفيشتي – النصّ الكامل لمحاكمة شاوشيسكو وزوجته يوم 25 ديسمبر 1989، والتي تُعَدّ وصمة عار في جبين القضاء الروماني”.وجاء في موقِع (عالم العدالة): على مدى 23 عامًا، لمْ يجرؤ أي مدعٍ عام على إعادة النظر في هذه المُحاكمة السياسية! تحوّل القضاة ومحامو الدفاع إلى مُدّعين عند مُغادرتهما قاعة المحكمة، ورغم عدم تقديم أي استئناف، أُعدم شاوشيسكو وزوجته رميًا بالرصاص!.وأضاف الموقع: بعد أيام الرُعب التي عاشتها رومانيا على شفا انهيار النظام الشيوعي الوحشي، لقي الديكتاتور نيكولاي شاوشيسكو مع زوجته إيلينا، حتفهما رميًا بالرصّاص في الوحدة العسكرية في تيرقوفيشتي. صدر الحكم عن محكمة عسكرية استثنائية شُكّلت خِصيصًا لهذا الغرض، برئاسة القاضي جيكا بوبا.واردف عالم العدالة: كانت المُحاكمة في الواقع مهزلة، أُقيمت في ظروف استثنائية، تحت قوانين الطوارئ التي جرى إعلانها، وانتُهِكت حقوق الإنسان، فبدلاً من الاستئناف، نُفِّذ الإعدام مُباشرةً. وشملت التُهم الموجّهة إلى نيكولاي وإيلينا شاوشيسكو ما يلي: الإبادة الجماعية – لأكثر من 60000 ضحية؛ تقويض سُلطة الدولة من خلال تنظيم أعمال مُسلّحة ضُد الشعب وسُلطة الدولة؛ جريمة تدمير المُمتلكات العامة بتدمير المباني وإلحاق الضرر بها، والتفجيرات في المدينة، وما إلى ذلك؛ تقويض الاقتصاد الوطني؛ محاولة الفرار من البلاد بأموال تزيد عن مليار دولار مودعة في بنوك أجنبية. حُكِم على المتهمين نيكولاي شاوشيسكو وإيلينا شاوشيسكو بالإعدام ومُصادرة مُمتلكاتهما. وبقي الحُكم نهائياً ونُفِّذ على الفور.وأضاف الموقِع: (عالم العدالة – Lumeajustitiei.ro) يُتيح نصّ المُحاكمة، للتذكير، وللشباب الذين يتعلّمون التاريخ حديثاً وللأجيال الجديدة. نصّ جلسة المحكمة العسكرية الاستثنائية المنعقدة في 25 ديسمبر 1989، وهي محكمة شُكّلت بصورة غير قانونية بأمرٍ من المواطن إيون إيليسكو، الذي كان يُلقّب برئيس جبهة الإنقاذ الوطني.هذا ونشر الموقِع، التسجيل الكامل للمحاكمة التي جرت في الثكنة العسكرية 01417UM بمدينة تيرقوفيشتي والتي انتهت بعد نحو ساعة زمن بصدور حكم الإعدام رميّا بالرصّاص على الثنائي نيكولاي وايلينا شوشيسكو وفوراً جرى تنفيذ الحكم.ونستعرض بعض وأهمّ ما جرى تسجيله، صورة وصوت، في المحكمة ونكتفي نقلاً عن موقع (عالم العدالة) بما كتبه في بداية الجلسة الأولى، وجلسة النُطق بالحُكمِ:بدأت المُحاكمة الساعة 1:20 ظهرًا في قاعة بالوحدة العسكرية رقم 01417UM بمدينة تيرقوفيشتي.رئيس هيئة المحكمة: القاضي جيكا بوبا؛المدعي العام: دان فوينيا؛المُتّهمان: نيكولاي وإيلينا شاوشيسكو؛محاميا الدفاع بأمر قانون تشكيل المحكمة: تيودوريسكو نيكولاي، ولوتشيسكو كونستانتين.* محضر بداية الجلسة الأولى ونهاية الثانية للنطق بالحكم:– القاضي جيكا بوبا: تفضّلوا بالجلوس. نحن أمام محكمة الشعب.= نيكولاي شاوشيسكو: لا أعترف بأي محكمة أخرى غير الجمعية الوطنية الكبرى (برلمان العهد الشيوعي).– القاضي: لقد أُلغيت الجمعية الوطنية الكبرى. والسُلطة الجديدة هيئة أخرى.= نيكولاي شاوشيسكو: لا يمكن الاعتراف بالانقلاب.– القاضي: نحن نحكُم وفقًا للقانون الجديد الذي أقرّه مجلس جبهة الإنقاذ الوطني. تفضّل بالوقوف، أيّها المُتّهم.= نيكولاي شاوشيسكو: اقرأ دستور البلاد.– القاضي: لقد قرأناه، ونحن على دراية به، ولا حاجة لتوجيهنا لقراءته. نحن أعلم به منك، فأنت لمْ تحترمه.= نيكولاي شاوشيسكو: لنْ أجيب على أي أسئلة.+ المحاميان: أنا المحامي تيودوريسكو نيكولاي، من نقابة المحامين في بوخارست، وأنا المحامي لوشيسكو كونستانتين، من نقابة المحامين في بوخارست أيضًا. نحن سنتولى الدفاع عن المُتّهمين اللذين يمثُلان أمام المحكمة العسكرية. أرجو السماح لي بالتحدُّث معهما.– القاضي: تفضّل، دقيقتان.+ المحامي: السيد شاوشيسكو، إنّها فُرصة لأقول ما الذي دفعكم لتفعلوا. إنّها محكمة مُشكّلة وفقًا للقانون. الهيئة التي تستشهد بها قد أُلغيت بقوّة الشعب، بإرادة الشعب الروماني. إنْ كُنت تفهم، فأخبرنا، ما المقصود بهذا الدفاع؟ إنّه واجِب أخلاقي تجاهك، لذا تفضّل بالوقوف، سواءً كُنت موافِقًا أمْ لا. لأنّ هذه المحكمة قائمة بشكل قانوني.)المحامي تيودوريسكو نيكولاي يتحدث مع نيكولاي شاوشيسكو، بحديث غير مفهوم(.= نيكولاي شاوشيسكو: سأدلي بشهادتي أمام الجمعية الوطنية الكبرى فقط. أنا لا أعترف بهذه المحكمة.– القاضي: السيد المحامي، تفضّل بالجلوس.+ المحامي: شُكرًا.)تستمرّ المُحاكمة في التداول بين القاضي والمدعي العام والمحامي من جهة وصولا لمرافعة الادعاء والدفاع، وبين الثنائي شاوشيسكو الذي يرفُض الإدلاء باي شيء غير التمسُّك بعدم اعترافه بالمحكمة وأنّه لا يمكن استجوابه أو التحقيق معه إلّا في الجمعية الوطنية الكبرى – برلمان العهد الشيوعي – وكل ما يضيفه إنْ كان توضيحاً أو تعليقاً على سؤال أو اسْتِفْسار، يقول بعده (هذا لمعلوماتكم الخاصة وهذه لتعرفوها انتُم كمواطنين)، ويرفع القاضي الجلسة للتداول بين أعضائها، ثُمّ تعود هيئة القضاة إلى قاعة المحكمة لقراءة الحُكم.(– القاضي جيكا بوبا: قِفوا!= إيلينا شاوشيسكو: كلا يا عزيزي، لسنا واقفين، نحن بشر…– القاضي: إنّ المحكمة، باسم القانون والشعب، وبعد مداولات سرية، تُدين بالإجماع المُتّهمَين شاوشيسكو نيكولاي وشاوشيسكو إيلينا بالإعدام ومُصادرة مُمتلكاتهما بالكامِل، لارتِكابِهما جرائم الإبادة الجماعية المنصوص عليها في المادة 357، الفقرة 1، البند ج، من قانون العقوبات؛ وتقويض سلطة الدولة المنصوص عليها في المادة 162 من قانون العقوبات؛ وفِعل التضليل، المنصوص عليه في المادة 163 من قانون العقوبات؛ وتقويض الاقتصاد الوطني المنصوص عليه في المادة 165 الفقرة 2 من قانون العقوبات. صدر هذا الحكم في جلسة علنية، اليوم، 25 ديسمبر 1989.+ المحامي تيودوريسكو: أرجو السماح لي بالحديث مع المتهمين مرّة أخرى.= نيكولاي شاوشيسكو: لا أعترف بأيّ محكمة.+ المحامي تيودوريسكو: بعدم الاعتراف بالمحكمة، لا تمارِس أي مسعى للاستئناف. يُرجى مُلاحظة أنّ الحُكم نهائي في ظِلِّ هذه الظروف.= نيكولاي شاوشيسكو: من قام بالانقلاب على الدولة يستطيع أنْ يَقْتُل أي شخص!(تنسحِب هيئة المحكمة).= نيكولاي شاوشيسكو: النِضال بشرف كامِل، افضل من العبودية على هذه الأرض”… يا له من ظُلم! علِمنا بكل شيء في هذا العالم، إلّا عن الخونة!= إيلينا شاوشيسكو: وكانوا بالقُربِ مِنّا.= نيكولاي شاوشيسكو: نعم.= إيلينا شاوشيسكو: نعم، هكذا تجري الأمور، الخونة دائماً يكونون قريبين مِنْكَ.(قام جنديان بتقييد يدي الثنائي شاوشيسكو خلف ظهر كل منهما بحبال).= نيكولاي شاوشيسكو: هذا غير مسموح، غير مسموح! لا تقيّدونا!= إيلينا شاوشيسكو: لا أوافِق! لقد ناضلنا معًا، لِنَموت معًا. إنْ كُنْتُم تريدون قتلنا، فاقتلونا معًا، دون أنْ تقيّدونا. لا يا عزيزي.. معًا، سنموت معًا، هذا ما ينصّ عليه القانون. إنّه يمنحنا الحقّ في أنْ نكون معًا. ما هذا؟ ماذا تريدون أنْ تفعلوا بهذه الحِبال؟ لا أقبل بهذا، لا تمدّوا أيديكم علينا، لا تقيّدونا، لا تعتدوا علينا، لا تقيّدونا، ليس من حقّكم تقييدنا! أنْتُم خائفون من الشعب. لا تكسِروا أيدينا يا أبنائي. هذا عار! لقد ربيتكم كأمِّ، اتركوا يديّ، تكسِرون يديّ، اترُكني يا ابني، آه!– جندي: نِصْف زملائنا ماتوا بسببِك. زملاؤنا، إخواننا!= نيكولاي شاوشيسكو: لا! لا! إنّهم يكذّبون عليكم.– الجنود: لا يكذّبون علينا.= إيلينا شاوشيسكو: أولئك من جهاز الأمن، ليسوا مِنّا. نحن هنا في هذه الحالة، هل نملِك سُلطة؟ أنتم تملكونها! اسألوا مَن يملِكون السُلطة!* الإعدام رميّا بالرصّاص:مُقيّدي الأيدي خلف ظهريهما، اقتيد الثنائي شاوشيسكو فورًا إلى الفناء الداخِلي للوحدة العسكرية، وبأمرٍ ودون سابق إنذار قام قائد المظليين من بوتيني، بدفعهم إلى الحائط، ثُمّ تراجع خطوتين إلى الوراء، واطلق وابِلاً من الرصّاص عليهما وبالأخص على إيلينا، مُفرِّغًا خزنة رشاش الكلاشينكوف بالكامِل في جسديهما.فاجأ ما حدث الجميع، باستثناء الجنرال فيكتور استانكوليسكو، الذي أصدر الأمر الإجرامي.لمْ يكُن هناك عمليًا فِرقة إعدام. ولتصوير فيلم لما حدث، تمّ جرّ الثنائي شاوشيسكو إلى الحائط وإطلاق النار على جثتيهما، وكان ذلك لأنّ العقيد إيون بايو (المُصوِّر) لمْ يكُن لديه الوقت الكافي لتصوير اللقطة الأخيرة للإعدام بكاميرا باناسونيك VHS، لأنّه فوجئ هو الآخر بمُفاجأة عدم انتِظام فِرقة إعدام.وفي رواية أخرى تناقلتها وسائل الإعلام وادلى بها أحد الجنود الذين حضروا المُحاكمة والمشهد بأكمله أنّ نيكولاي شاوشيسكو وهو في الطريق إلى مكانِ الإعدام، قال للجنود: “إنْ كُنّا سنُعدم فلماذا هذه المسخرة” – يقصُد المُحاكمة -، وأضاف قبل إعدامه “الموت للخونة”، وقال أنْ خلفاؤه سيُثأرون من الظُلم الذى جرى له. وتلك كانت كلماته الأخيرة قبل قتله.؛؛؛…؛؛؛https://www.facebook.com/share/v/1GwwbiFdPS/?mibextid=wwXIfr;;;…;;;https://www.facebook.com/share/r/1BxbvPKqU3/?mibextid=wwXIfrأعلاه عدد 2 فيديو كليب قصير، الأوّل مُدّته 1:42 دقيقه صوّره روماني (يونوتس قيتسا) ووضعه على صفحته بتطبيق فيسبوك، للقاعة التي جرت فيها مُحاكمة الثنائي شاوشيسكو مع وضع تمثالين لهما وللذين كانوا جزءً منها أو كانوا حضورا فيها، والثاني مُدّته 1:20 دقيقة للساحة الداخلية بالوحدة العسكرية والتي جرت فيها عملية الإعدام.أصبحت القاعة متحفاً مع الغرفة التي كان محجوزاً فيها الثنائي شاوشيسكو والساحة الداخلية.وأذكر أنّني وزوجتي ماريانا زُرْنا مدينة تيرقوفيشتي يومي 19 و20 سبتمبر2020، وبالطبع زُرنا ذلك المتحف. أدناه رابط “البوست” الذي كتبته حينها، مصحوبا بالصور والفيديوهات التي صوّرتها ورابط بوست ثاني لتفاصيل الكيفية التي تولّى بها شاوشيسكو السُلطة، ومُرفق معه صور حقيقية للمُحاكمة والإعدام:https://www.facebook.com/share/v/19PdRh6zfN/?mibextid=wwXIfr;;;…;;;https://www.facebook.com/share/p/1BzgTGCSYN/?mibextid=wwXIfr؛؛؛…؛؛؛غداً، وفي الحلقة الأخيرة، نختِم بحديث الإرهابيين وما أدراكما الإرهابيين، بإفادات قاطِعة من تحقيقات صحافية ورسمية للادعاء العام، بلْ من لجنة برلمانية من مجلس الشيوخ الروماني.وتِلْكَ وحْدَها حكاية في قِمّة الإثارة، فانتظروها!The post حكاية الثورة الرومانية – ديسمبر 1989 – من الألف للياء…(الحلقة الحادية عشر) appeared first on صحيفة مداميك.